- وصل بوست – محمد فوزي
في تصاعد جديد للتوترات بين الولايات المتحدة وروسيا، أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جدلًا واسعًا بتعليقاته الساخرة حول الانتخابات الأميركية المقبلة،.حيث أبدى دعمه للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بطريقة لا تخلو من السخرية. وقد دفع هذا البيت الأبيض إلى إصدار بيان شديد اللهجة يدعو فيه بوتين إلى “التوقف عن التدخل” في الشؤون الداخلية الأميركية.
جاءت تصريحات بوتين في سياق تعليق ساخر خلال منتدى اقتصادي عقد في أقصى شرق روسيا. حيث أشار إلى أن روسيا تفضل هاريس بسبب ضحكتها “المُعدية”. وأضاف أن هذه الضحكة قد تعني، بحسب رأيه، أن هاريس قد تمتنع عن فرض المزيد من العقوبات على روسيا. هذا التعليق أثار حفيظة واشنطن التي طالبت بوتين بالكف عن التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث أكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، أن “الشعب الأميركي هو الوحيد الذي يحدد هوية الرئيس المقبل للولايات المتحدة”. وأعرب عن أمله في أن يتوقف بوتين عن الحديث عن الانتخابات الأميركية.
من جهة أخرى، جاءت تصريحات بوتين بعد يوم واحد من توجيه وزارة العدل الأميركية اتهامات لاثنين من المسؤولين في وسائل الإعلام الروسية. بتهمة التورط في مخطط مزعوم للتأثير على الانتخابات الأميركية عبر الدعاية المؤيدة لروسيا. وقد أعاد هذا الاتهام التوترات بين البلدين إلى الواجهة. حيث تتهم الولايات المتحدة موسكو بشكل مستمر بمحاولات التدخل في عملياتها الانتخابية.
تصريحات سابقة
هذا، ولم تكن تصريحات بوتين الأخيرة هي الأولى من نوعها، حيث سبق أن أبدى دعمه الساخر للرئيس الأميركي جو بايدن. مشيرًا إلى أنه يفضله على منافسه دونالد ترامب، لكون بايدن “سياسيًا من الطراز القديم” ويسهل توقع خطواته. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن بوتين أشار أيضًا إلى أن ترامب عندما كان رئيسًا فرض عقوبات على روسيا أكثر من أي رئيس أميركي آخر.
وفي حين تعتقد وكالات المخابرات الأميركية أن موسكو تفضل فوز ترامب لأنه أقل التزامًا بدعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا، يظل موقف بوتين محاطًا بالغموض والتناقض، مما يترك الباب مفتوحًا أمام المزيد من التكهنات حول نوايا روسيا تجاه الانتخابات الأميركية المقبلة.
تبرز هذه الأحداث التوتر المستمر بين القوتين العظميين. حيث يُظهر كل طرف رغبة في التأثير على الآخر، في وقت تتصاعد فيه التحديات على الساحة الدولية. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، يبقى السؤال الأكبر: هل ستستمر هذه التدخلات الروسية؟ وكيف ستؤثر على مسار العلاقات بين موسكو وواشنطن في المستقبل؟
المصدر: وصل بوست