في تسجيل مؤثر بثته كتائب القسام، ظهر الأسير الإسرائيلي ذو الجنسية الأمريكية، هيرش غولدبرغ بولين، موجهاً رسالة يائسة قبل مقتله. الأسير، الذي أعلنت قوات الاحتلال استعادة جثمانه مؤخراً بعد أيام من وجوده في نفق بمدينة رفح جنوبي غزة، ناشد الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن وجميع المواطنين الأمريكيين للتدخل من أجل إنهاء الحرب وإعادته إلى وطنه.
في التسجيل، تحدث بولين عن معاناته في الأسر، مشيرًا إلى أنه اعتُقل أثناء حضوره حفلاً موسيقيًا في منطقة ريعيم القريبة من غزة في 7 أكتوبر الماضي. وأوضح أن عمره أصبح 23 عامًا قبل أيام من وقوعه في الأسر، مؤكدًا أنه لم ير الشمس أو يستنشق الهواء منذ ذلك الحين. وتعرض لقصف متواصل من قبل حكومة الاحتلال التي، بحسب قوله، ترفض تحمل مسؤوليتها في الإفراج عنه وعن باقي الأسرى.
كما عبّر بولين عن معاناته الصحية والنفسية، حيث يفتقر إلى الرعاية الطبية ويعيش على كميات قليلة من الطعام والماء. ووجه رسالة مؤثرة إلى عائلته، طالبهم فيها بالبقاء أقوياء من أجله، معربًا عن ثقته بجهودهم في إعادته إلى المنزل.
تأتي هذه الرسائل في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي في غزة. حيث بثت القسام تسجيلات أخرى لأسرى إسرائيليين. محملة حكومة نتنياهو مسؤولية ما حدث في 7 أكتوبر وداعية إلى إبرام صفقة تبادل سريعة.
القسام تهمل الاحتلال المسؤولية
في سياق تصاعد الأحداث، حملت كتائب القسام حكومة رئيس الوزراء الإحتلال المتهم دوليا بارتكابه جرائم حرب نتنياهو والأجهزة الأمنية الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى. مشيرة إلى أن قصف الاحتلال المتواصل أدى إلى فقدان الاتصال بمجموعة من المقاومين كانت تحرس أربعة أسرى إسرائيليين. من بينهم هيرش غولدبرغ بولين، في مايو الماضي. واعتبرت القسام أن الاحتلال أهمل هؤلاء الأسرى، ووجهت تحذيرًا بأن نتنياهو يكرر أخطاء الماضي. معتبرةً أنه يصنع “العشرات من رون آراد”. في إشارة إلى الجندي الإسرائيلي الذي فقد في الثمانينيات ولم يُستعاد.
وأشارت القسام في رسائلها الأخيرة إلى أن رئيس الوزراء المحكوم عليه دوليا بارتكابه جرائم حرب “نتنياهو اختار محور فيلادلفيا على حساب تحرير أسراكم”. مؤكدة أن هؤلاء الأسرى الذين كانوا أحياء أصبحوا الآن جزءًا من الماضي. وجددت دعوتها إلى إبرام صفقة تبادل. مؤكدة أن الضغط لجيش الاحتلال لن يؤدي إلا إلى تعزيز صمود المقاومة وإصرارها على الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني.
هذه التسجيلات أثارت ردود فعل قوية في الداخل الإسرائيلي. حيث تصاعدت الدعوات الشعبية والاحتجاجات للمطالبة باستعادة الأسرى والإفراج عنهم قبل فوات الأوان.
المصدر: وصل بوست