مع تصاعد التوتر بين روسيا والغرب وفي ظل تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا. صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية يعني أن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) تشارك بشكل مباشر في الحرب ضد روسيا.
جاء هذا التحذير بعد تقارير تفيد بأن الغرب قد يدرس إمكانية تسليم أوكرانيا أسلحة متطورة تمكنها من ضرب العمق الروسي. بوتين أشار إلى أن تنفيذ هجمات بالصواريخ طويلة المدى يتطلب دعمًا تقنيًا واستخباراتيًا من دول الناتو. وخاصة الأقمار الصناعية الغربية، مما يعني أن أوكرانيا لا تستطيع القيام بذلك بمفردها.
وأضاف بوتين أن تورط الناتو في الصراع الأوكراني سيغير طبيعة النزاع بشكل جذري. وسيؤدي إلى مواجهة مباشرة بين روسيا ودول الحلف. يأتي هذا في وقت تطالب فيه أوكرانيا بشكل متزايد حلفاءها الغربيين بالسماح لها باستخدام الأسلحة بعيدة المدى، وهو ما لا يزال موضع نقاش في عواصم غربية مثل واشنطن ولندن.
خطوة الى الحرب العالمية
وفي الجانب الآخر، يتردد الغرب في اتخاذ خطوة قد تؤدي إلى تصعيد خطير مع روسيا. إذ تخشى واشنطن أن يؤدي هذا التصعيد إلى مواجهة نووية بين القوى العظمى. بينما تتزايد الضغوط على إدارة بايدن لاتخاذ قرار حول هذه القضية الحساسة، لا يزال النقاش مستمرًا بين القادة الغربيين حول مدى الدعم الذي يجب تقديمه لأوكرانيا في هذا الصراع المعقد.
في هذا السياق، عبّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استيائه من “التأخير” في اتخاذ القرار بشأن تزويد بلاده بالصواريخ بعيدة المدى. معتبرًا أن أوكرانيا بحاجة ماسة إلى هذه الأسلحة لتعزيز قدرتها الدفاعية واستهداف مواقع استراتيجية في عمق الأراضي الروسية. ومع ذلك، تظل الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، حذرة بشأن تقديم مثل هذه المساعدات خوفًا من تصعيد الصراع إلى مستوى يقود لحرب عالمية.
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن في تصريحٍ له قال فيه: بـ “أن مسألة منح أوكرانيا الإذن باستخدام هذه الأسلحة لا تزال قيد الدراسة”. مشيرًا إلى أنها ليست قرارًا سهلاً نظرًا لتعقيد الوضع. ومن المتوقع أن تتناول هذه القضية في محادثات بين بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. حيث تختلف الآراء داخل الإدارة الأميركية حول مدى التدخل الغربي في هذا الصراع.
تعد هذه التطورات جزءًا من تصاعد التوترات العالمية. حيث يشعر الجميع بالقلق من احتمال حدوث مواجهة مباشرة بين القوى العظمى. ومن المتوقع أن يكون القرار الغربي بشأن دعم أوكرانيا بأسلحة متقدمة نقطة محورية في تحديد مسار النزاع المستقبلي. هل ستواصل الدول الغربية دعمها لأوكرانيا مع تجنب التصعيد المباشر مع روسيا. أم أن الأمور ستتجه نحو صدام أكبر يغير ملامح النزاع؟
المصدر: وصل بوست + وكالات