شهدت العاصمة التركية أنقرة، اليوم الجمعة، لقاءً مهمًا بين رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن وقادة من المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). جاء هذا اللقاء في وقت حرج تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية لإبرام وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.
وفقًا لمصادر أمنية تركية، تناول الاجتماع آخر المستجدات المتعلقة بالمفاوضات الجارية. وركز على قضايا حساسة مثل تبادل الأسرى والمرحلة النهائية التي وصلت إليها محادثات وقف إطلاق النار. كما تم بحث الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لضمان وقف دائم للعمليات العسكرية في غزة، مع التركيز على إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يعيش مأساة إنسانية متفاقمة.
في هذا السياق، أُشير إلى الدور الإيجابي والبنّاء الذي تلعبه حماس في هذه المفاوضات. فيما أُثيرت انتقادات لإسرائيل بسبب شروطها الجديدة التي تعقد التوصل إلى اتفاق نهائي. يأتي ذلك رغم الدعم الذي يحظى به المقترح الحالي من قبل مجلس الأمن الدولي.
كما ذكرت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي)، فإن جهاز المخابرات التركي يبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة. ويعمل على التواصل مع جميع الأطراف المؤثرة، بما في ذلك قطر والولايات المتحدة وإسرائيل، بهدف تحقيق وقف إطلاق النار في غزة.
تحديات كبيرة تواجه التوصل الى اتفاق
وعلى الرغم من العراقيل التي يضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وخاصة تمسكه بمناطق استراتيجية في غزة، تواصل كل من الدوحة والقاهرة وواشنطن مساعيها للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه هذه الجهود، تبرز وساطة الدوحة والقاهرة بوصفها محورية في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة. فبينما تصر إسرائيل على الحفاظ على مواقع استراتيجية في غزة مثل محوري فيلادلفيا ونتساريم، تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع وعودة النازحين دون شروط مسبقة.
ومع استمرار هذه الجهود الدبلوماسية المكثفة. ويبقى التساؤل مطروحًا حول ما إذا كانت هذه الوساطات ستتمكن من تحقيق اختراق فعلي في الملف المعقد. خصوصًا أن الحرب الدائرة منذ شهور قد أودت بحياة آلاف المدنيين الفلسطينيين، في ظل أوضاع إنسانية صعبة داخل القطاع المحاصر.
تركيا من جانبها تواصل لعب دور مهم في هذا الملف، ليس فقط من خلال التنسيق مع حماس. ولكن أيضًا عبر اتصالاتها مع الدول الكبرى والجهات الإقليمية الفاعلة. وتُظهر أنقرة استعدادًا لمواصلة الجهود، لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار. وتقديم الدعم اللازم لضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وفي ظل تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل وحماس، تظل فرص التوصل إلى حل دائم مرهونة بمرونة الأطراف في المفاوضات. وقدرتها على تجاوز العراقيل السياسية والعسكرية التي تحول دون إحلال السلام في المنطقة.
المصدر: وصل بوست + وكالات