إسرائيل تستغل اللاجئين الافارقة، إسرائيل لطالما واجهت اتهامات باستخدام اللاجئين والمهاجرين كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية، ومع تزايد النقاش حول مصير هؤلاء الأفارقة الذين يتورطون في الصراعات
تشهد إسرائيل حاليًا وجود نحو 30 ألف طالب لجوء أفريقي، غالبيتهم من الشباب، ومن بينهم أكثر من 10% سودانيون. هؤلاء اللاجئون حصلوا على وضع قانوني مؤقت بفعل قرارات قضائية، نتيجة لتأخر معالجة طلباتهم، وفقًا لما ذكرته تقارير صحفية.
برنامج “شبكات” (16 سبتمبر 2024) سلط الضوء على تفاعل المغردين مع ما كشفت عنه صحيفة إسرائيلية حول استخدام هؤلاء اللاجئين في الصراع المسلح. كتب شلال في تعليق له: “هذا يؤكد استعانة الكيان الإرهابي بمرتزقة، منهم هؤلاء الأفارقة، الذين تم إقحامهم في المعارك مقابل وعود بالإقامة والامتيازات”.
من جانبه، علق تيم قائلًا: “إسرائيل توهمهم بأنهم لن يُرسلوا لساحات القتال وأنهم سيقومون بمهام الصيانة والتنظيف، لكن الواقع أنهم يُسلمون الأسلحة ويُدفعون إلى أرض المعركة”.
في حين أضاف دايبك أن “هذا يثبت صحة تقارير المقاومة التي تتحدث عن خسائر يومية كبيرة يُخفى الإعلان عنها”، مشيرًا إلى أن “المرتزقة لا يحمون الدول بل يساهمون في هزيمتها”.
وتساءل ياسين: “كم من هؤلاء اللاجئين قُتلوا أو أُصيبوا في معارك غزة؟ وكم من جنسيات أخرى تُستخدم في الحرب مقابل وعود مغرية؟ هل يتم دفعهم إلى الخطوط الأمامية لتلقي الضربات بدلًا من الجنود الإسرائيليين؟ وهل تراجع الأرقام الرسمية للخسائر مرتبط بزيادة الاعتماد على المرتزقة؟”.
المشاركة بالقتال بصفة رسمية
وعلى الرغم من مشاركتهم في العمليات العسكرية، تشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه حتى الآن لم يُمنح أي من هؤلاء اللاجئين المشاركين في الحرب صفة رسمية.
ورغم تصاعد التكهنات والتساؤلات حول دور اللاجئين الأفارقة في الصراع، يظل الغموض يحيط بتفاصيل مشاركتهم الفعلية. فهل هي جزء من استراتيجية إسرائيلية لتقليل الخسائر بين صفوف الجنود النظاميين أم أنها مجرد استخدام انتهازي للظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء اللاجئون الباحثون عن الأمان والاستقرار؟
إسرائيل لطالما واجهت اتهامات باستخدام اللاجئين والمهاجرين كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية، ومع تزايد النقاش حول مصير هؤلاء الأفارقة الذين يتورطون في الصراعات، يبرز تساؤل أكبر حول مدى التزام المجتمع الدولي بحماية حقوق اللاجئين. فبينما يُفترض أن يتمتع هؤلاء الأفراد بحماية دولية، يجدون أنفسهم، بحسب ما تُشير التقارير، عالقين في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، مقابل وعود قد لا تُنفذ.
يُضاف إلى ذلك أن مشاركة اللاجئين في الأعمال العسكرية تثير جدلًا أخلاقيًا حول استغلال معاناتهم، سواء كان ذلك تحت ستار الحماية أو توفير سبل العيش. فكيف يمكن أن يُترك هؤلاء الشباب، الذين هربوا من الحروب والفقر، ليجدوا أنفسهم في قلب معركة جديدة؟ وما هو مصيرهم في حالة العودة إلى أوطانهم أو بقائهم في إسرائيل؟
الأسئلة لا تزال مفتوحة، والتقارير المتداولة تُلقي بظلالها على صورة إسرائيل في تعاملها مع ملف اللاجئين، وسط مطالبات متزايدة بالشفافية والكشف عن حقيقة استخدام اللاجئين في النزاعات المسلحة.
المصدر: وكالات