أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا قرارًا استراتيجيًا بزيادة قوام الجيش الروسي بـ180 ألف جندي، ليصل العدد الإجمالي للقوات المسلحة إلى 1.5 مليون عسكري. يأتي هذا القرار في وقت حساس للغاية، حيث يواصل الجيش الروسي تحركاته العسكرية على جبهات عدة، وسط تصاعد التوترات مع أوكرانيا.
وفقًا للمرسوم الذي وقعه بوتين ونشرته الجهات الرسمية الروسية، سيرتفع العدد الإجمالي للقوات المسلحة إلى 1.5 مليون، ومع إضافة المدنيين المتعاقدين، يرتفع العدد الكلي إلى نحو 2.4 مليون فرد. هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ بداية من ديسمبر المقبل، مما يعكس رغبة روسيا في تعزيز قوتها العسكرية لمواجهة التحديات الراهنة.
في الوقت ذاته، أعلن الجيش الروسي عن استعادة السيطرة على قريتي أوسبينوفكا وبوركي في منطقة كورسك، بعد معارك عنيفة مع القوات الأوكرانية. تقع هاتان القريتان على الحدود مع منطقة سومي الأوكرانية، وتشهد المنطقة توترًا مستمرًا منذ أن شنت أوكرانيا هجومًا مباغتًا في أغسطس الماضي، مما دفع روسيا إلى تنفيذ هجمات مضادة.
ولم تقتصر التطورات العسكرية على استعادة القرى، حيث أصدر حاكم منطقة كورسك، أليكسي سميرنوف، أوامر بإخلاء عدد من القرى الحدودية لأسباب أمنية. جاء هذا القرار بناءً على تقارير عملياتية تفيد بضرورة إخلاء مناطق معينة لضمان سلامة السكان، ودعا سميرنوف الأهالي إلى الامتثال للتوجيهات الرسمية.
روسيا تتقدم نحو خطوط الإمداد
في هذا السياق، تتقدم القوات الروسية في شرق أوكرانيا نحو مدينة بوكروفسك، التي تعتبر نقطة حيوية للسكك الحديدية والإمدادات اللوجستية للقوات الأوكرانية. السيطرة على هذه المدينة ستكون خطوة استراتيجية نحو تحقيق هدف روسيا المتمثل في السيطرة على منطقة دونيتسك بالكامل.
على الجانب الآخر، أكد الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” أن هجوم الجيش الأوكراني في كورسك أبطأ التقدم الروسي في شرق أوكرانيا. بينما يرى بوتين أن هذا الهجوم الأوكراني كان بمثابة محاولة لصرف انتباه كييف عن الجبهات الشرقية، مما أضعف دفاعاتها هناك.
وفي ظل هذه التطورات العسكرية، تستمر الاشتباكات على الحدود الروسية-الأوكرانية. فقد أعلن حاكم منطقة بيلغورود، فياتشيسلاف غلادكوف، عن إصابة 8 أشخاص جراء قصف أوكراني استهدف المدينة. الهجمات أدت إلى تدمير منازل وعدة مركبات، بالإضافة إلى تضرر خط أنابيب للغاز.
التصعيد المستمر بين روسيا وأوكرانيا يشير إلى أن الصراع لا يزال بعيدًا عن الحل، مع استمرار الهجمات والهجمات المضادة على طول الحدود، مما يجعل من الحرب بين البلدين محور اهتمام دولي متزايد.