قبل أن تغزو الهواتف الذكية حياتنا، كان هناك جهاز صغير يحمل معه آمال وأحلام جيل كامل. البيجر هذا الجهاز البسيط، كان بداية رحلة طويلة في عالم الاتصالات. فقد كان هذا الجهاز الصغير يعتبر في يوم من الأيام رمزًا للتقدم التكنولوجي، ولكنه بات الآن قطعة متحفية تعكس تطورًا هائلاً في عالم الاتصالات.
دعونا نستكشف تاريخ البيجر واستخداماته ومواصفاته، لنفهم كيف ساهم هذا الجهاز في تشكيل عالمنا الرقمي الحالي.
ما هو البيجر؟
البيجر، أو جهاز المناداة، هو أداة اتصال لاسلكية صغيرة الحجم، يعمل بالبطاريات، يستخدم لإرسال واستقبال رسائل نصية قصيرة، يتميز بسهولة استخدامه وقدرته على العمل في بيئات مختلفة.
يعمل البيجر عن طريق استقبال إشارات لاسلكية، وعند وصول رسالة، يصدر صوتًا أو اهتزازًا لإعلام المستخدم بوجود رسالة جديدة، كانت الرسائل المرسلة إلى البيجر عادةً عبارة عن أرقام أو أحرف قصيرة تشير إلى رقم هاتف أو رسالة معينة.
ظهرت أجهزة البيجر في خمسينيات القرن العشرين، وسرعان ما انتشرت في القطاعات الطبية والطوارئ. حيث كان الأطباء والمسعفين يستخدمونها لتلقي المكالمات الطارئة. ثم في الثمانينيات والتسعينيات، أصبح البيجر شائعًا بشكل كبير بين المراهقين والشباب، حيث كان يعتبر رمزًا للموضة والتواصل.
استخدامات البيجر
القطاع الطبي: كان البيجر يستخدم على نطاق واسع في المستشفيات والعيادات لتبليغ الأطباء والممرضين بالمهام الطارئة.
القطاع الحكومي: استخدمته فرق الإنقاذ والشرطة لتبادل المعلومات الحساسة في حالات الطوارئ.
الأعمال: اعتمد عليه رجال الأعمال والمديرون التنفيذيون للبقاء على اتصال دائم.
الاستخدام الشخصي: استخدمه الأفراد للتواصل مع أصدقائهم وعائلاتهم.
مواصفات البيجر
الحجم والشكل: كان البيجر متوفرًا بأحجام وأشكال مختلفة. من الأجهزة الكبيرة التي تحمل على الحزام إلى الأجهزة الصغيرة التي يمكن وضعها في الجيب.
شاشة العرض: كانت بعض أجهزة البيجر مزودة بشاشة عرض صغيرة لعرض الرسائل النصية، بينما كانت أجهزة أخرى تعتمد على الأزرار لإدخال الأرقام.
الذاكرة: كانت سعة ذاكرة البيجر محدودة، مما يجعل تخزين عدد كبير من الرسائل أمرًا صعبًا.
البطارية: كانت البطارية المستخدمة في البيجر تدوم لفترة طويلة، مما يجعله جهازًا موثوقًا به في حالات الطوارئ.
في النهاية، يمكن القول إن البيجر كان جهازًا مبتكرًا في عصره. وقد لعب دورًا هامًا في تطور الاتصالات، ومع ذلك فإن التطور التكنولوجي السريع جعل البيجر يتلاشى أمام التقنيات الأحدث والأكثر تطوراً.