شهد لبنان مساء اليوم “الثلاثاء” حادثًا أمنيًا كبيرًا أسفر عن إصابة أكثر من ألف عنصر من حزب الله، حيث انفجرت أجهزة اتصال لاسلكي (البيجر) التي كان يستخدمها عناصر الحزب في مناطق مختلفة من لبنان وسوريا. وعلى الرغم من تضارب النظريات حول كيفية حدوث هذه التفجيرات، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى إسرائيل باعتبارها الفاعل المحتمل. في هذا المقال، نسلط الضوء على تفاصيل الحدث وما نعرفه حتى الآن.
ما هو جهاز البيجر؟
البيجر هو جهاز اتصال لاسلكي صغير تم تطويره في الستينيات كوسيلة للتواصل في حالات الطوارئ. يقوم الجهاز بإرسال إشارات رقمية عبر موجات الراديو لإخطار المستخدم بمحاولة اتصال أو لتمرير رسالة نصية قصيرة. كان هذا الجهاز شائعًا قبل انتشار الهواتف المحمولة، وخاصة بين الأطباء والعاملين في المناوبات الليلية وموظفي خدمات الطوارئ، بالإضافة إلى استخدامه في المجالات العسكرية.
لماذا يعتمد حزب الله على البيجر؟
تتميز أجهزة البيجر بأنها قديمة نسبيًا ولا تتصل بالإنترنت، مما يجعلها أقل عرضة للاختراقات السيبرانية أو التجسس مقارنة بالهواتف المحمولة الحديثة. ولهذا السبب، يعتمد عليها حزب الله في عمليات التواصل داخل صفوفه، حيث يعتبرها وسيلة آمنة نسبيًا مقارنة بالبدائل التقنية الحديثة.
كيف وقعت التفجيرات؟
حتى الآن، لا توجد إجابة قاطعة حول كيفية وقوع هذه التفجيرات. إحدى النظريات المتداولة هي أن أجهزة البيجر تم زرع شرائح تجسس فيها، وتم تفعيلها عبر موجات راديو أُرسلت بواسطة طائرات مسيّرة. هذه الموجات قد تسببت في تفجير الشريحة أو تسخين بطارية الجهاز بشكل كبير ما أدى إلى انفجارها. تأتي هذه النظرية مدعومة بتقارير تفيد بأن الأجهزة التي انفجرت حديثة الصنع وكان قد تم استيرادها مؤخرًا.
المناطق الأكثر تضررًا
تركزت الإصابات بشكل رئيسي في جنوبي لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، حيث يوجد تواجد كبير لعناصر حزب الله. ولكن، هذه التفجيرات لم تكن مقتصرة على تلك المناطق؛ فقد أُصيب عناصر آخرون في مناطق بعيدة، مثل سوريا، مما يشير إلى أن الحادث لم يكن محدودًا بمنطقة معينة بل تأثر به كل من يحمل هذه الأجهزة.
عدد المصابين
بلغ عدد المصابين في هذه التفجيرات ما يقرب من 3000 شخص في لبنان، جميعهم من عناصر حزب الله. وكما ذكرت تقارير أن السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، كان من بين المصابين جراء انفجار جهاز اتصال كان يحمله.
ردود الفعل اللبنانية
أعربت جهات لبنانية عن اعتقادها بأن إسرائيل تقف وراء هذا الهجوم. ووفقًا لمصادر قريبة من حزب الله، فإن الأجهزة التي انفجرت كانت ضمن شحنة جديدة تحتوي على بطاريات ليثيوم، والتي ربما تكون قد انفجرت نتيجة تسخين زائد. حزب الله أعلن أنه يجري تحقيقًا دقيقًا في الأمر، بينما أسفر الحادث حتى الآن عن مقتل ما يقل عن 9 أشخاص من بينهم طفلة.
الموقف الإسرائيلي
بينما تلتزم الحكومة الإسرائيلية الصمت، ألمح مسؤولون إسرائيليون سابقون إلى أن هذه التفجيرات قد تكون جزءًا من اختراق أمني استخباري غير مسبوق. تراجعت إسرائيل عن بعض التصريحات التي صدرت من مسؤولين في الحكومة بعد دقائق من نشرها، ما يثير مزيدًا من التساؤلات حول مدى تورطها في الحادث.
ردود الفعل الدولية
أبدى الاتحاد الأوروبي قلقه حيال التصعيد الأمني في لبنان. وحذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد، جوزيب بوريل، من احتمالات تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة.
خاتمة
تظل تفجيرات البيجر في لبنان لغزًا معقدًا تتشابك فيه الأبعاد الأمنية والسياسية. وبينما لا تزال التحقيقات جارية، يظل التوتر في المنطقة على أشده، مع احتمال تصاعد الأزمات في المستقبل.
المصدر: وصل بوست