بينما تسعى الولايات المتحدة إلى منع اندلاع حرب شاملة في المنطقة كما هو الظاهر. يبدو أن رئيس وزراء الاحتلال، نتنياهو يتجاهل هذه المحاولات.
مع تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد الضغوط الداخلية والخارجية، يقود رئيس وزراء الاحتلال المتهم دوليًا بارتكاب جرائم حرب. بنيامين نتنياهو حكومته نحو مسارٍ أكثر تطرفاً، ما يثير المخاوف بشأن مستقبل المنطقة. في ظل استعداد إسرائيل لتوسيع دائرة الصراع. يشير محللون إلى أن نتنياهو يراهن على جر الولايات المتحدة إلى حربٍ شاملة رغم عدم استعدادها الكامل لذلك.
اتجاه إسرائيل نحو التطرف والتصعيد
بينما تسعى الولايات المتحدة إلى منع اندلاع حرب شاملة في المنطقة كما هو الظاهر. يبدو أن رئيس وزراء الاحتلال، نتنياهو يتجاهل هذه المحاولات. مع تأكيدات وسائل إعلام إسرائيلية على نيته استبدال وزير الدفاع يوآف غالانت بالسياسي الأكثر تطرفًا “جدعون ساعر”. هذا التحرك، الذي نفاه مكتب نتنياهو لاحقًا، يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية قد تذهب نحو تصعيد أكبر في قطاع غزة وربما ضد لبنان.
يؤكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، مهند مصطفى، أن استبدال غالانت بساعر يعكس توجهاً نحو مزيد من التشدد، ما يزيد من حالة الغموض التي تكتنف مستقبل الحرب. ففي برنامج “غزة.. ماذا بعد؟”، أوضح مصطفى أن الهجمات المستمرة على إسرائيل تعزز المخاوف لدى الإسرائيليين، بغض النظر عن حجم الأضرار. مشيراً إلى أن التصعيد في ظل قيادة ساعر سيجعل التفاوض مع المقاومة خيارًا مستبعدًا، ما يعني أن الحرب مرشحة للاستمرار بلا هوادة.
رسالة حماس وتصاعد المواجهة
بينما يسعى نتنياهو لإدخال وجوه أكثر تشددًا في حكومته. جاءت رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، يحيى السنوار، إلى زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) عبد الملك الحوثي كجزء من الجهود المقاومة للتصدي لأهداف إسرائيل. السنوار أعرب في رسالته عن تقديره لضربة الحوثيين لإسرائيل. مؤكداً أن المقاومة لن تكتفي بإفشال الأهداف العسكرية لإسرائيل، بل تسعى لإفشال كامل المخطط الصهيوني في المنطقة.
المحلل السياسي الفلسطيني، أحمد الحيلة، يرى أن رسالة السنوار تحمل جرعة من التفاؤل وتؤسس لمرحلة جديدة من المواجهة. هذه المرحلة لا تقتصر على إسرائيل وحدها، بل تتعداها إلى مواجهة المشروع الصهيوني بأسره في المنطقة. وفي الوقت ذاته، يحذر الحيلة من أن تصعيد الأوضاع بوضع جدعون ساعر على رأس وزارة الدفاع قد يؤدي إلى توسع الحرب، مما يجعل المنطقة أقرب لحرب شاملة بدلاً من مجرد تصعيد محدود.
الموقف الأميركي: واشنطن في مأزق
رغم محاولات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف توسع الصراع، يبدو أنها لم تعد قادرة على السيطرة على الموقف. الباحث في الشؤون السياسية والدولية، ستيفن هايز، يرى أن واشنطن لطالما أعلنت أنها لا ترغب في توسيع الحرب، لكن مواقفها لم تؤثر على رئيس وزراء الاحتلال المتهم دوليًا بارتكاب جرائم حرب، نتنياهو. يقول هايز: “الولايات المتحدة تدرك تمامًا خطر الحرب، لكنها قد تجد نفسها مضطرة للدفاع عن إسرائيل في نهاية المطاف”.
ويرى هايز أن نتنياهو يستغل التوترات الإقليمية للتأثير على الساحة السياسية الأميركية. ومنع نائبة الرئيس كامالا هاريس من الوصول إلى البيت الأبيض. في الوقت نفسه، يتوقع أن التصعيد قد يبدأ بتوغل محدود في لبنان، لكن احتواء هذا التصعيد لن يكون مضموناً.
تداعيات محتملة على الداخل الإسرائيلي
في ظل هذه التطورات، يرى المراقبون أن التصعيد قد يزيد من الاحتجاجات داخل إسرائيل، حيث تعيش الحكومة تحت ضغوط متعددة. ويرى مصطفى أن استبدال غالانت بساعر يُعتبر إشارة قوية إلى الولايات المتحدة. حيث يُنظر إلى غالانت على أنه “رجل واشنطن” في الحكومة الإسرائيلية.
في النهاية، يبدو أن إسرائيل تتجه نحو مرحلة أكثر خطورة في تاريخها، حيث يتزايد التصعيد والتطرف. بينما تقف الولايات المتحدة أمام معضلة كبرى: كيف يمكنها منع الحرب من التوسع، وفي الوقت نفسه، حماية حليفها الإسرائيلي؟
المصدر: قناة الجزيرة