تشهد إسرائيل توتراً غير مسبوق مع تصاعد الأنباء عن إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، وتعيين جدعون ساعر بديلاً له، في خطوة قد تُعلن خلال ساعات. هذا التغيير المحتمل في قيادة وزارة الدفاع يأتي في وقت حساس للغاية، حيث تتصاعد التوترات الأمنية والسياسية في البلاد.
إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، انتقد هذه الخطوة بشدة، معتبرًا أن نتنياهو انتهك أحد أهم المبادئ لرئيس وزراء خلال الحرب. باراك يرى أن إقالة غالانت وتعيين ساعر يزيدان من احتمالات استمرار الحرب، بقيادة زعيم وصفه بأنه “فشل مراراً”. وشدد باراك على أن “ثمن الدماء باهظ”، ومن فشل سابقاً لن يتمكن من تصحيح الأخطاء الحالية.
نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، لم يكن أقل حدة في تصريحاته، حيث دعا القادة الإسرائيليين إلى التركيز على الدفاع عن البلاد بدلاً من الاهتمام بمصالحهم الشخصية. وأكد على ضرورة أن تختار الحكومة بين الفوز في الحرب أو السعي للاتفاق والقتال في يوم آخر. كما حذّر من أن حرب الاستنزاف التي تشهدها المنطقة تصب في مصلحة حركة حماس وحلفائها الإيرانيين.
على الجانب الآخر، أعرب بيني غانتس، العضو السابق بمجلس الحرب الإسرائيلي، عن قلقه من تغيير وزير الدفاع في وقت حرج، حيث قد تتحول الحملة العسكرية في الشمال إلى حرب إقليمية شاملة. غانتس يرى أن إقالة غالانت عشية هذا التحرك قد يؤدي إلى إهمال أمني كبير، مما يعرّض إسرائيل للخطر.
زعيم المعارضة يائير لبيد بدوره دعا نتنياهو إلى التراجع عن قرار إقالة غالانت، مشدداً على أهمية تفادي الانزلاق نحو حرب شاملة.
خلاف على وقف اطلاق النار
من جهة أخرى، كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” عن وجود خلافات عميقة بين نتنياهو ووزير دفاعه غالانت، خاصة بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة. هذه الخلافات تتصاعد في ظل عدم التوصل إلى حل للأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، ووسط تصاعد الحديث عن حرب محتملة مع لبنان.
غالانت يرى أن أي تصعيد عسكري في لبنان قد يعرقل فرص استعادة الأسرى من قطاع غزة، حيث سيضطر الجيش لنقل قواته من غزة إلى الحدود الشمالية مع لبنان، وهو ما يثير مخاوف من فتح جبهة جديدة قد تؤدي إلى توترات إقليمية واسعة.
الختام:
في ظل هذه الأجواء المتوترة، تبقى الأنظار متجهة نحو قرار نتنياهو الحاسم، حيث سيشكل هذا القرار منعطفاً جديداً في مسار الأحداث، سواء على المستوى السياسي الداخلي أو الخارجي.
المصدر: وصل بوست + وكالات