شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا في التوتر بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في جنوب لبنان، حيث كشفت الاشتباكات التي اندلعت بالتزامن مع حرب غزة في أكتوبر الماضي عن خلافات داخل الجيش الإسرائيلي نفسه. ففي تطور مفاجئ، ألقت طائرات إسرائيلية بدون طيار منشورات تطالب سكان منطقة الوزاني جنوب لبنان بإخلاء منازلهم قبل انتهاء الحرب، دون موافقة القيادة الإسرائيلية، مما أدى إلى فتح تحقيق عاجل.
توترات داخلية وتباين في القرارات
وفقًا لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، جاء قرار توزيع المنشورات بمبادرة من قائد ألوية الشمال، وتحديدًا اللواء 769، دون التنسيق مع القيادة العليا للجيش أو القيادة السياسية. ورغم أهمية التحرك على الجبهة الشمالية، إلا أن هذه الخطوة الفردية أزعجت القيادة الإسرائيلية التي سارعت إلى نفي الموافقة على هذه العملية وفتح تحقيق لتحديد المسؤولين عنها.
وقد أكد الجيش الإسرائيلي أن الخطوة لم تكن جزءًا من استراتيجية متفق عليها، مشيرًا إلى أن هذا النوع من التصرفات الفردية يُعد انتهاكًا للإجراءات المتبعة، ما قد ينعكس سلبًا على التنسيق الميداني ويزيد من التوترات على الحدود اللبنانية.
تصعيد عسكري على الأرض
ميدانيًا، تصاعدت الاشتباكات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث وسع الأخير نطاق قصفه ليشمل مناطق جديدة في شرق لبنان، ما أسفر عن إصابات بين المدنيين، بينهم أطفال. وتركزت الغارات الإسرائيلية على محيط بلدات في منطقة الهرمل والبقاع، بينما رد حزب الله باستهداف مواقع عسكرية إسرائيلية على الحدود، بما في ذلك ثكنات ومقرات عسكرية هامة.
التحركات السياسية وتوترات القيادة
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تزايدت الضغوط على القيادة السياسية في إسرائيل. فقد أفادت تقارير إعلامية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى إلى توسيع العمليات العسكرية على الجبهة الشمالية، وسط تباين في المواقف بينه وبين وزير الدفاع يوآف جالانت. وذكرت تقارير أن نتنياهو قد يستبدل جالانت إذا عارض هذا التوسع.
السيناريوهات المحتملة
ما يثير القلق هو أن التوترات الداخلية في الجيش الإسرائيلي، إلى جانب التصعيد العسكري على الأرض، قد تؤدي إلى عملية عسكرية واسعة في لبنان. وبينما تُبقي القيادة الإسرائيلية جميع الخيارات مفتوحة، فإن تداعيات أي تصعيد إضافي قد تكون كارثية على المنطقة، خصوصًا مع تزايد وتيرة الاشتباكات اليومية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وفي الوقت نفسه، يُنتظر أن يعقد نتنياهو اجتماعًا طارئًا لمناقشة الأوضاع المتوترة، لا سيما مع تصاعد التوترات في القدس وملف المسجد الأقصى، الذي بات محورًا للجدل السياسي والأمني داخل إسرائيل.
خلاصة
تشير الأحداث الأخيرة إلى أن الوضع في لبنان قد يشهد تصعيدًا كبيرًا في الفترة المقبلة، مع تزايد التوترات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، وتفاقم الخلافات داخل القيادة الإسرائيلية. ومن المحتمل أن تلعب هذه التطورات دورًا محوريًا في إعادة رسم خريطة التوازنات العسكرية والسياسية في المنطقة
المصدر: وصل بوست