في تصعيد خطير للأحداث، أعلن الجيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الجمعة عن اغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله، إبراهيم عقيل، عبر غارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وفي اول تعليق على عملية الاغتيال، أكد ، المتحدث باسم الجيش الاحتلال الإسرائيلي “دانيال هاغاري” أن “سلاح الجو نفذ غارة دقيقة استهدفت اجتماعاً عسكرياً لحزب الله، وأدت إلى اغتيال إبراهيم عقيل، رئيس شعبة العمليات في الحزب، إلى جانب عدد من قادة وحدة الرضوان”. وأضاف هاغاري أن “إسرائيل ستواصل استهداف حزب الله في جميع الجبهات، بهدف تجريده من قدراته العسكرية”.
وأفاد مصدر أمني لقناة الجزيرة بأن الغارة الإسرائيلية استهدفت مسؤولين أمنيين وعسكريين في حزب الله، بينهم إبراهيم عقيل، الذي يعد أحد أهم القادة العسكريين للحزب. كما أكد مراسل قناة الجزيرة أن طائرة إسرائيلية أطلقت ثلاثة صواريخ على مبنى سكني في منطقة القائم، وهي منطقة مكتظة بالأبنية السكنية والمحلات التجارية.
وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية، استهدفت طائرة إسرائيلية من طراز “إف-35” شقة في منطقة الجاموس بصاروخين، مما أدى إلى دمار كبير. وصرحت مصادر طبية لقناة الجزيرة القطرية أن الغارة أسفرت عن مقتل 14 شخصاً، بينهم ثلاثة من قادة وحدة الرضوان، وإصابة 59 آخرين، بينهم ثمانية في حالة حرجة.
وأدان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي العملية الاسرائيلية بشدة، مشيراً إلى أن “استهداف منطقة مأهولة بالسكان في الضاحية الجنوبية يظهر عدم احترام إسرائيل لأي اعتبار إنساني أو قانوني”.
على ذات الصعيد، أصدرت الصحة اللبنانية بياناً أكدت فيه جاهزية المستشفيات لاستقبال المصابين وتقديم الرعاية اللازمة. كما أعلنت وزارة الداخلية حالة التأهب القصوى للتعامل مع تداعيات الهجوم على الصعيد الأمني والإنساني.
وعلى الجانب الاخر، أكد مسؤول كبير لهيئة الإذاعة الإسرائيلية أن “تل أبيب تتوقع رداً من حزب الله وأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة”. وأضاف: “لا توجد خطوط حمراء حالياً، والهدف هو ملاحقة حزب الله أينما كان”.
وتعليقا على العملية، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي “جون كيربي” أن “إسرائيل لم تخطر واشنطن مسبقاً بالهجوم”، وناشد الأميركيين بتجنب السفر إلى لبنان في الوقت الحالي.
هذا يُعد إبراهيم عقيل، المعروف أيضاً باسم تحسين، أحد أبرز قيادات حزب الله العسكرية. شغل منصب رئيس دائرة العمليات الخاصة وكان عضواً في المجلس الجهادي، وهو الهيئة العسكرية العليا للحزب. وتتهمه الولايات المتحدة بالضلوع في تفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983، وقد عرضت مكافأة قدرها 7 ملايين دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى اعتقاله.
التوترات المستمرة: منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية قصفاً متبادلاً بين حزب الله وفصائل فلسطينية من جهة، والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، مما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، معظمهم من الجانب اللبناني. وتأتي هذه التطورات في إطار الصراع المستمر بين الطرفين، الذي يطالب بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي تسببت في مقتل أكثر من 136 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 10 آلاف مفقود ودمار واسع النطاق.
المصدر: وصل بوست + وكالات