- محمد فوزي
في تصعيد جديد للتوتر بين إسرائيل وحزب الله، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس “السبت” 21 سبتمبر 2024، غارات جوية واسعة النطاق استهدفت مواقع لحزب الله في جنوب لبنان. هذا الهجوم يأتي بعد يوم من ضربة كبيرة على ضاحية بيروت الجنوبية أسفرت عن إستشهاد 37 شخصًا، من بينهم قائدان بارزان من حزب الله، ما يعزز المخاوف من تصاعد العنف إلى حرب شاملة.
على مدار اليوم، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية المكثفة، حيث استهدفت مواقع متعددة لحزب الله في جنوب لبنان. أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي “دانيال هغاري” في مؤتمر صحفي أن هذه الغارات تأتي ردًا على استعدادات حزب الله لإطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وأوضح هغاري أن الجيش الإسرائيلي قام بتدمير نحو 400 منصة إطلاق صواريخ وآلاف الفوهات الجاهزة للاستخدام الفوري.
تتزامن هذه الغارات مع تصريحات هغاري بأن إسرائيل تعمل بشكل منهجي على “تجريد حزب الله من قدراته العسكرية” واستهداف قياداته الميدانية. من جانبه، أكد أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن هذه العمليات الجوية أسفرت عن تدمير 180 هدفًا لحزب الله، بما في ذلك العديد من المواقع التي كانت على استعداد لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. وأضاف أن القوات الإسرائيلية لن تتوقف عن استهداف بنى حزب الله حتى يتم “تجريده من قدراته بالكامل”.
ردود الفعل اللبنانية
على الجانب الآخر، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت أكثر من 50 غارة في أقل من 40 دقيقة، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص، أحدهم بجروح خطيرة. وأفادت تقارير أن الغارات استهدفت مناطق واسعة في جنوب وشرق لبنان، بما في ذلك بلدات وأودية، وسط تحليق مكثف للطائرات التجسسية الإسرائيلية.
الهجوم الإسرائيلي الأخير جاء بعد ضربة جوية على ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، التي أسفرت عن استشهاد 37 شخصًا بينهم ثلاثة أطفال وسبع نساء. وأفاد وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن الغارة تسببت في انهيار مبنى سكني كامل، ووصفها بأنها “جريمة حرب”. في المقابل، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن الهجوم استهدف اجتماعًا لقيادات عسكرية من حزب الله.
اسرائيل تعلن حالة الطوارئ في الشمال
مع استمرار الغارات، أعلنت إسرائيل حالة طوارئ في الجبهة الداخلية بشمال البلاد، وأغلقت الشواطئ وفرضت قيودًا على التجمعات العامة. تأتي هذه الإجراءات تحسبًا لرد حزب الله المحتمل. كما حذرت القيادة العسكرية الإسرائيلية من احتمالية إطلاق صواريخ على المدى القريب باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات صارمة لحماية السكان.
في ظل هذه التطورات المتسارعة، تبقى المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله حاضرة بقوة. فالتصعيد العسكري المتواصل وتبادل القصف عبر الحدود منذ أكتوبر 2023، في خضم الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة، يعزز احتمالية توسيع دائرة الصراع ليشمل أطرافًا جديدة، مما يضع المنطقة أمام سيناريوهات خطيرة قد تؤدي إلى اشتعال مواجهة إقليمية واسعة.
المصدر: وصل بوست