- محمد فوزي
أعلن حزب الله صباح اليوم “الأحد” أنه استهدف للمرة الثانية قاعدة “رامات ديفيد” الجوية الإسرائيلية بعشرات الصواريخ من طراز “فادي”. في خطوة تأتي لدعم الشعب الفلسطيني في غزة وللرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية. هذه الهجمات أثارت حالة من الذعر في شمال إسرائيل، حيث دوت صافرات الإنذار في العديد من المدن والبلدات الإسرائيلية.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن القبة الحديدية اعترضت بعض الصواريخ التي استهدفت مناطق شرق حيفا. وأفادت بأن صفارات الإنذار انطلقت في مناطق مثل جنوب شرقي حيفا والجليل والناصرة ومرج ابن عامر، بعد رصد إطلاق 30 صاروخًا في خمس دفعات من جنوب لبنان باتجاه تلك المناطق.
من جانبه أعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجوم للمرة الثانية في اليوم نفسه، مشيرًا إلى أنه أطلق عشرات الصواريخ من نوعي “فادي 1″ و”فادي 2” على قاعدة ومطار رامات ديفيد. واعتبر الحزب هذا الهجوم “ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان” والتي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين.
هذا الهجوم ليس الأول من نوعه؛ فقد أعلن حزب الله في ساعات الفجر الأولى من هذا اليوم أنه استهدف نفس القاعدة بعشرات الصواريخ. كما أظهرت وسائل الإعلام الإسرائيلية مقاطع فيديو توضح تصاعد النيران في محيط قاعدة رامات ديفيد الجوية.
وفي وقت سابق، نشر حزب الله صورًا التقطتها طائرات مسيرة من طراز “هدهد”، توضح تفاصيل دقيقة حول موقع القاعدة. ما يعكس قدرته على تنفيذ عمليات دقيقة واستهداف مواقع حساسة.
الجيش الإسرائيلي يرد بغارات جوية واسعة
ردًا على تلك الهجمات، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية فجر اليوم، استهدفت بلدات لبنانية في جنوب البلاد مثل رمين والقنطرة وبني حيان. كما أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه هاجم نحو 290 هدفًا، شملت منصات إطلاق صواريخ وبنى تحتية عسكرية أخرى في جنوب لبنان منذ ظهر السبت.
وأصدرت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل تعليمات صارمة تقضي بتعليق الدراسة في كافة مدن وبلدات شمال إسرائيل، بدءًا من حيفا وحتى عكا وطبريا ونهاريا وصفد وهضبة الجولان. تأتي هذه الإجراءات كجزء من الجهود لحماية السكان وتقليل الخسائر المحتملة في صفوف المدنيين.
كما وفرض الجيش الإسرائيلي قيودًا مشددة على التجمعات في المناطق الواقعة من حيفا وحتى الحدود اللبنانية. هذه القيود تأتي في وقت تتزايد فيه حدة القصف المتبادل بين الطرفين. وتزامنت هذه التطورات مع إعلان إسرائيل عن تنفيذ ضربة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة، استهدفت اجتماعًا لقادة قوة الرضوان، وهي وحدة خاصة في حزب الله.
مخاوف من تصعيد أوسع
في ظل هذه التطورات، تزايدت المخاوف من اندلاع مواجهة شاملة بين حزب الله وإسرائيل. فقد أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أن الهدف الأساسي للقوات هو “إعادة سكان الشمال إلى منازلهم”. في إشارة إلى عمليات الإجلاء التي جرت بسبب القصف من لبنان. وأشار إلى إمكانية تغيير تعليمات الجبهة الداخلية بناءً على التطورات الميدانية.
وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أوامر جديدة تتعلق بحماية الجبهة الداخلية في المنطقة الواقعة من حيفا وحتى الحدود مع لبنان. وشدد على ضرورة التأهب والاستعداد لمواجهة قد تطول. كما أشار المتحدث باسم الجيش إلى أن “إسرائيل في حالة حرب وعلينا أن نكون مستعدين للأسوأ”.
المصدر: وصل بوست