ارتفعت أسعار الفضة اليوم الخميس لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ 12 عامًا، متأثرة بالصعود الكبير الذي حققه الذهب. هذا الصعود جاء مدعومًا بتوجه البنوك المركزية الكبرى نحو خفض أسعار الفائدة، مما عزز الطلب على المعادن الثمينة كملاذ آمن في ظل الأوضاع الاقتصادية المضطربة.
في المعاملات الفورية، ارتفعت الفضة بنسبة 0.66% لتصل إلى 32 دولارًا للأوقية، بعد أن لامست أعلى مستوياتها عند 32.71 دولارًا في وقت سابق اليوم، وهو رقم لم تشهده منذ ديسمبر/كانون الأول 2012. ومع هذا الارتفاع، سجلت الفضة نموًا بأكثر من 36% منذ بداية العام، مما يعكس تزايد الإقبال عليها سواء كمخزن للقيمة أو كمادة أساسية في التطبيقات الصناعية.
الذهب يواصل تسجيل الأرقام القياسية
بالتوازي، واصل الذهب تحقيق مكاسب ملحوظة، حيث ارتفع بنسبة 0.4% في المعاملات الفورية ليصل إلى 2668 دولارًا للأوقية، بعد أن سجل رقمًا قياسيًا عند 2685.42 دولارًا في وقت سابق. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.21% لتبلغ 2690 دولارًا.
شهد الذهب نموًا قدره 29% خلال العام الجاري، وذلك بفعل تخفيضات الفائدة الأميركية والطلب القوي من البنوك المركزية التي تعزز احتياطاتها من المعدن الأصفر. يأتي هذا في وقت خفض فيه مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، مع توقعات بمزيد من الخفض في نوفمبر/تشرين الثاني، مما يعزز من جاذبية الذهب كاستثمار لا يدر عائدًا.
الفضة تستفيد من تحسن الطلب الصناعي
لم يكن الذهب وحده الذي استفاد من سياسات الفائدة المنخفضة، بل إن الفضة أيضًا تعتبر واحدة من أفضل السلع أداءً هذا العام. إلى جانب دورها كملاذ آمن، استفادت الفضة من زيادة الاستخدام الصناعي، خاصة مع تحرك الصين لتعزيز اقتصادها. كما أن التدفقات إلى صناديق التداول المدعومة بالفضة أظهرت علامات على الانتعاش، مما يعزز من أداء هذا المعدن.
معادن أخرى تشهد ارتفاعات
إلى جانب الفضة والذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعات ملحوظة أيضًا. فقد صعد البلاتين بنسبة 2.36% ليصل إلى 1011.60 دولارًا، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 1.07% ليسجل 1049 دولارًا.
في هذا السياق، يترقب المستثمرون كلمة “جيروم باول” رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، التي من المتوقع أن تكون لها تداعيات على الأسواق، إلى جانب مداخلات أخرى من مسؤولين بارزين في المجلس، مما قد يؤثر على توجهات السوق في الفترة المقبلة.
المصدر: الجزيرة نت