الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مقر القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت كشفت، بحسب الخبير العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري، عن “ثغرة أمنية قاتلة” داخل الحزب. هذه الثغرة، وفقاً للدويري، سمحت لإسرائيل باستهداف ما وصفه بـ “أهداف ذهبية” تشمل قادة بارزين لا يتواجدون عادة في مواقعهم إلا نادراً، مما يشير إلى ضعف في التدابير الأمنية المتخذة لحمايتهم.
الدويري، في تحليله العسكري، أشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها حزب الله اختراقات من هذا النوع. فقد سبق أن تعرض قادة الحزب لعمليات اغتيال في مواقع غير متوقعة، ومع ذلك، لم يتخذ الحزب إجراءات وقائية كافية لتفادي الهجمات المستقبلية، رغم امتلاكه شبكة من الأنفاق التي يمكن استخدامها للاختباء وتفادي القصف.
الغارة الأخيرة التي استهدفت مقر حزب الله كانت مختلفة عن سابقاتها، حسب الدويري، سواء من حيث حجم الدمار أو القوة المستخدمة. الجيش الإسرائيلي استخدم قنابل فراغية بزنة ألفي رطل، مصممة لاختراق التحصينات وتدمير المباني بشكل كامل. هذه القنابل تُحدث موجتين من الانفجارات: الأولى تضغط الهواء بقوة، والثانية تضاغطية، ما يؤدي إلى تدمير شامل للبنية التحتية والأنفاق.
من الناحية السياسية، توقيت الغارة يحمل رمزية كبيرة، خاصة بعد أن صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على العملية قبل مغادرته إلى نيويورك، في إشارة إلى تصعيد ممنهج ضد حزب الله. ووفقًا للدويري، فإن هذا التصعيد قد يتسع ليشمل عمليات أوسع بغض النظر عن مصير حسن نصر الله.
في سياق متصل، أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية بأن حسن نصر الله ورئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين لا يزالان على قيد الحياة، لكن البيان الغامض حول حالتهما الصحية يعزز فرضية إصابة نصر الله في الهجوم، ما يثير تساؤلات حول الاختراق الأمني الذي مكّن إسرائيل من تنفيذ مثل هذه الضربة الدقيقة.
المصدر: الجزيرة نت