يبدو أن اجتياحاً إسرائيلياً برياً لجنوب لبنان قد يكون وشيكاً، وسط تحليلات عسكرية تربط توقيت العملية بعوامل ميدانية وإستراتيجية متشابكة. وفقاً لتقارير إعلامية أميركية، فإن إسرائيل تضع اللمسات الأخيرة على استعداداتها لتنفيذ هجوم قد يبدأ في أي لحظة، في وقت تتزايد فيه المخاوف الدولية من تصاعد الصراع، مع دعوات من بريطانيا وفرنسا لتجنب أي هجوم بري.
فايز الدويري
في تحليله لهذا المشهد، يرى اللواء المتقاعد فايز الدويري أن العملية قد تنطلق خلال ساعات أو أيام، معتمدة على اكتمال التحضيرات الميدانية. ويتوقع الدويري أن تكون العملية متعددة الأبعاد، تشمل هجوماً رئيسياً وآخر ثانوياً، وربما هجمات إنزال في العمق، وذلك ضمن إطار العمليات العسكرية المشتركة. ويرجح أن تتركز الجهود الأساسية في المنطقة الوسطى بين بنت جبيل وعيتا الشعب، مع احتمال تعزيز الهجوم عبر البحر وشن حملة جوية واسعة.
أما عن العمق المتوقع للعملية، فيرى الدويري أن إسرائيل قد تبدأ بتوغل لا يتجاوز 5 كيلومترات، ولكن نجاحها الأولي قد يدفعها للتوسع حتى نهر الليطاني. ويشير إلى أهمية الصواريخ التي يمتلكها حزب الله، والتي قد يصل مداها لأكثر من 300 كيلومتر، ما يجعلها هدفاً رئيسياً للهجمات الإسرائيلية.
إلياس حنا
من جانبه، يركز العميد إلياس حنا على الاستراتيجية الدفاعية لحزب الله، مشيراً إلى أن المناطق الحاسمة في المعركة ستكون بين نصر وعزيز، حيث يعتمد الحزب على هذه المواقع لحماية منظومته الصاروخية. ويرى حنا أن إسرائيل ستواجه تحديات كبيرة كلما توغلت في لبنان، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيجد نفسه أمام مقاومة شرسة قد تحول قواته إلى أهداف سهلة.
ويستذكر حنا معركة وادي الحجير في حرب 2006، حيث تكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة دون تحقيق أهدافه، محذراً من أن تكرار تلك الأخطاء قد يؤدي إلى نتائج كارثية. ويؤكد أن نجاح أي عملية برية في لبنان سيعتمد بشكل كبير على مدى استعداد حزب الله وتحضيراته لأرضية المعركة.
في النهاية، يلفت حنا الانتباه إلى الاختلاف الكبير بين القتال في غزة، حيث الطابع الحضري المسطح، وبين الطبيعة الجبلية الصعبة في جنوب لبنان، ما قد يجعل من العمليات الإسرائيلية أكثر تعقيداً ويضعها أمام تحديات غير مسبوقة.
المصدر: الجزيرة نت