في ظل التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، أعلنت هيئة الأركان الإيرانية تحذيرًا شديد اللهجة، متوعدة بتدمير “واسع وشامل” للبنية التحتية الإسرائيلية في حال قررت تل أبيب الرد على الهجوم الصاروخي غير المسبوق الذي شنته إيران مساء الثلاثاء. الهجوم شهد إطلاق أكثر من 200 صاروخ باليستي في غضون نصف ساعة، مستهدفًا مواقع متعددة داخل إسرائيل، مما أثار قلقًا عالميًا حول التصعيد المحتمل.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده لا تنوي التصعيد أكثر ما لم تقم إسرائيل برد جديد. وأكد عراقجي أن إيران مارست حقها في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، محذرًا داعمي إسرائيل من مغبة التورط في الصراع. كما أشارت هيئة الأركان الإيرانية إلى أن أي تدخل من الدول الداعمة لإسرائيل سيؤدي إلى استهداف مصالحها في المنطقة بقوة.
في هذا السياق، أوضح وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده أن الهجوم الصاروخي كان مشروعًا ومطابقًا للقوانين الدولية، مؤكدًا أن بلاده لم تستخدم بعد كامل قدراتها الصاروخية الأكثر تطورًا. وحذر من أن أي تصعيد إضافي في المنطقة سيقابل بردود أكثر شدة من إيران.
أما الحرس الثوري الإيراني، فقد أعلن أن الهجوم استهدف مواقع أمنية وعسكرية حيوية في إسرائيل، مؤكدًا أن 90% من الصواريخ أصابت أهدافها بدقة. الهجوم جاء بعد فترة من ضبط النفس الإيراني إثر اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله، ويعتبره الحرس الثوري حقًا مشروعًا للدفاع عن النفس.
اسرائيل تهدد
في المقابل، ردت إسرائيل بتهديدات قوية، حيث وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي المحكوم عليه دوليا بارتكابه جرائم حرب ، بنيامين نتنياهو الهجوم الإيراني بأنه فاشل، محذرًا طهران من عواقب وخيمة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إيران “لم تتعلم الدرس”، متوعدًا برد عنيف.
التوتر الحالي يثير مخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق، خصوصًا مع دعم الولايات المتحدة لإسرائيل. الرئيس الأميركي جو بايدن صرح بأن بلاده على اتصال دائم مع تل أبيب وأنها تدعمها بالكامل، مشيرًا إلى أن العواقب الكاملة للهجوم الإيراني لم تتضح بعد.
ومع انعقاد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لاتخاذ قرار بشأن الرد، يبدو أن المنطقة تقف على أعتاب مواجهة خطيرة قد تؤدي إلى تداعيات إقليمية ودولية غير مسبوقة.