مع تصاعد حدة القتال في غزة وتوسّع رقعة الجبهات لتشمل الضفة الغربية، جنوب لبنان، اليمن، سوريا، وإيران، تتزايد الكلفة اليومية للحرب التي تخوضها إسرائيل بشكل غير مسبوق. وفقًا لتقديرات بنك إسرائيل ووزارة المالية، فقد بلغت التكلفة الإجمالية للحرب منذ اندلاعها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى نهاية مارس/آذار 2024، حوالي 270 مليار شيكل (73 مليار دولار)، بمعدل يومي قدره 427 مليون دولار.
تشير بيانات وزارة الأمن الإسرائيلية إلى أن التكلفة اليومية للحرب قد تراجعت قليلاً في 2024، لكن التقديرات الأخيرة تُظهر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي رفع توقعاته بشأن التكلفة الإجمالية للحرب إلى ما بين 39.5 و42.4 مليار دولار، مع احتمالية ارتفاعها أكثر إذا تم تصعيد العمليات في لبنان أو مواجهة مباشرة مع إيران.
وتعكس هذه الأرقام ضغطًا متزايدًا على الاقتصاد الإسرائيلي، حيث اضطرت الحكومة إلى زيادة ميزانية الدفاع وزيادة النفقات العسكرية. هذا الوضع أدى إلى تسجيل عجز غير مسبوق في الموازنة العامة وصل إلى 117.3 مليار شيكل (31.7 مليار دولار)، ما يشكل أكبر عجز في تاريخ إسرائيل.
في الجبهة الشمالية، يبدو أن الحرب مع حزب الله لها تأثير اقتصادي كبير، حيث توقفت الأنشطة الاقتصادية في المنطقة الشمالية منذ انضمام حزب الله إلى المعركة. ويشير الخبير أحمد البهنسي إلى أن إسرائيل قد تجد نفسها مجبرة على توسيع موازنتها للمرة الثالثة، خصوصًا مع تصاعد التوترات حول حقول الغاز المشتركة مع لبنان.