وصل بوست – محمد فوزي
اتخذت إسرائيل قراراً بالرد على الهجوم الإيراني الأخير، وذلك بعد اجتماع مجلس الوزراء الأمني اليوم الجمعة. هذا التصعيد يأتي في ظل توترات متزايدة بين الطرفين، حيث ترغب تل أبيب في تنفيذ عملية عسكرية كبيرة كرد على ما تعتبره عدواناً إيرانياً. ومع ذلك، يواجه هذا القرار تحديات عديدة، إذ تحاول إسرائيل تجنب الانجرار إلى حرب مفتوحة طويلة الأمد مع إيران قد تصرفها عن أهدافها الاستراتيجية الأساسية في المنطقة.
وفقاً لمصادر إعلامية إسرائيلية، ترغب إسرائيل في توجيه ضربة قوية لإيران دون أن يؤدي ذلك إلى تصعيد مستمر أو تبادل ضربات مستقبلية. هذا التوجه يعكس رغبة تل أبيب في الحفاظ على تركيزها على الحرب الدائرة في ساحات أخرى، وخاصة على الحدود مع لبنان ومعاركها مع حزب الله. في هذا السياق، يبرز موقف الإدارة الأميركية التي تواصل التواصل بشكل مكثف مع الحكومة الإسرائيلية، حيث أكد الرئيس الأميركي جو بايدن على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه دعاها إلى التفكير في “بدائل أخرى” غير توجيه ضربة عسكرية مباشرة.
بايدن أشار إلى أن مثل هذه الضربات قد تزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية، ودعا إلى ضرورة التحري والدقة في أي رد عسكري. وشدد على أن الإدارة الأميركية تسعى جاهدة لمنع نشوب حرب واسعة في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الحل الأفضل هو حشد دعم المجتمع الدولي والحلفاء من أجل تهدئة الوضع.
إيران تصعد من لهجتها
في المقابل، تستمر إيران في تصعيد لهجتها التحذيرية. طهران أكدت أن هجومها الصاروخي الأخير جاء بعد فترة من ضبط النفس استمرت لشهرين، وذلك لإعطاء فرصة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. لكنها حذرت إسرائيل من مغبة الرد على هذا الهجوم، مهددة برد “قاس” إذا ما تعرضت لهجوم إسرائيلي جديد.
الهجوم الصاروخي الإيراني، الذي وقع في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، يعد تصعيداً خطيراً في الصراع، حيث أطلقت إيران أكثر من 200 صاروخ باليستي على مواقع حيوية داخل إسرائيل، ما يمثل تحدياً كبيراً للقيادة الإسرائيلية في كيفية الرد دون تصعيد الموقف إلى حرب شاملة.
في ظل هذه التوترات المتصاعدة، يبدو أن الخيارات أمام إسرائيل محدودة ومعقدة. فهي تسعى إلى الرد على إيران بحزم دون التورط في صراع طويل الأمد أو إشعال جبهة جديدة قد تفتح الباب أمام تحالفات إقليمية معادية. وفي الوقت نفسه، تحاول الحكومة الإسرائيلية الحفاظ على توازن دقيق بين الرغبة في الانتقام من الهجوم الإيراني وبين الحاجة إلى تفادي التصعيد الذي قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة. هذا التحدي يزداد تعقيداً مع تصاعد التهديدات من طهران. التي أعلنت استعدادها للرد بقوة على أي هجوم إسرائيلي مستقبلي، مما يجعل الخيارات العسكرية محفوفة بالمخاطر.
المصدر: وكالات