وصل بوست – محمد فوزي
يبدو أن إسرائيل تركز على السيطرة على مناطق مرتفعة في جنوب لبنان، وفق ما أشار إليه خبيران عسكريان. الهدف الأساسي من هذه الخطط هو منع حزب الله من استهداف المستوطنات الإسرائيلية بصواريخ مباشرة. العميد اللبناني المتقاعد إلياس حنا أوضح أن إسرائيل تسعى للسيطرة على بلدات كفر كلا، العديسة، مارون الراس، يارون، وعيترون، وهي مواقع استراتيجية تطل على سهل الحولة في الجليل الأعلى. هذه المواقع تتيح لحزب الله استهداف المستوطنات الإسرائيلية بسهولة، ما يجعل السيطرة عليها أولوية قصوى في العمليات الإسرائيلية.
ورغم أن هذه الخطة هي الأساس، إلا أن حنا يعتقد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لديه خطط بديلة تعتمد على نجاح خطته الأولى. ورجّح أن إسرائيل قد تتجنب خوض حرب برية واسعة تمتد من الخط الأزرق وصولاً إلى نهر الليطاني، الذي يمتد لمسافة 170 كيلومتراً ويفصل الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
الطبيعة الجغرافية والحرب
بدوره، وصف الخبير العسكري العراقي حاتم كريم الفلاحي البلدات الحدودية مثل مارون الراس بأنها “أراضٍ حيوية”، مشيراً إلى أن السيطرة عليها تعني سقوط المناطق المحيطة بها، مما يعزز فرص إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية. ولكنه لفت إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يواجه صعوبات في تنفيذ هذه الخطط بسبب الطبيعة الجغرافية الوعرة والمقاومة الشرسة التي قد يواجهها من حزب الله.
ويرى الفلاحي أن حزب الله يفضل الحرب النظامية على حرب العصابات في هذه المرحلة، مستنداً إلى نوعية الأرض وصعوبة سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الشريط الحدودي بالكامل. كما أكد أن الحزب لديه تجهيزات دفاعية قوية واحتياطات إستراتيجية في جنوب لبنان، مما يعزز قدرته على التصدي لأي توغل بري إسرائيلي.
في النهاية، يشير الفلاحي إلى أن أي محاولة للتوغل البري من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ستكون مكلفة للغاية، خصوصاً في ظل امتلاك حزب الله لأسلحة فعّالة قادرة على إلحاق خسائر كبيرة، مستشهداً بمجزرة الدبابات في وادي الحجير خلال حرب 2006، ما يجعل من الحرب البرية مخاطرة لا يستهان بها.
استراتيجية اسرائيل
إلى جانب ذلك، يرى الخبراء أن إسرائيل تعتمد على السيطرة على المناطق المرتفعة كجزء من استراتيجيتها العسكرية، لأن هذه المواقع تمنحها تفوقاً ميدانياً وتتيح لها رصد أي تحركات لحزب الله في المنطقة. السيطرة على هذه البلدات الحدودية يعني إحكام القبضة على المناطق المحيطة، وتقليص فرص حزب الله في تنفيذ هجمات صاروخية مؤثرة. ورغم أن هذه الخطة تبدو واعدة على الورق، إلا أن تنفيذها يظل محفوفاً بالمخاطر بسبب الطبيعة الجغرافية الصعبة للجنوب اللبناني، وكذلك الاستعدادات الدفاعية المكثفة التي يمتلكها حزب الله.
في المقابل، لا يزال حزب الله يعتمد على تكتيكات دفاعية معقدة وتجهيزات إستراتيجية تجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي تحقيق تقدم سريع على الأرض. بالإضافة إلى ذلك، التاريخ يشير إلى أن المواجهات البرية في الجنوب اللبناني غالباً ما تكون مكلفة لإسرائيل، كما حدث في حرب 2006 عندما تكبدت خسائر فادحة في وادي الحجير. هذا الأمر يعزز من فرضية أن أي توغل بري إسرائيلي سيواجه بمقاومة شرسة قد تؤدي إلى معارك طويلة الأمد تستنزف القوات الإسرائيلية وتزيد من تعقيد الوضع العسكري.
المصدر: الجزيرة نت