وصل بوست – محمد فوزي
تشير تقارير إسرائيلية إلى احتمالات متزايدة بمقتل هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت. ورغم عدم وجود تأكيدات نهائية حول مصيره، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن صفي الدين قد يكون قد أصيب أو قتل في الهجوم الذي وقع مساء الخميس.
يُعد هاشم صفي الدين شخصية بارزة في حزب الله وأحد أقرباء زعيمه السابق حسن نصر الله، الذي اغتيل في 27 سبتمبر/أيلول الماضي في عملية إسرائيلية. صفي الدين، المولود عام 1964، كان يُطرح كأحد المرشحين البارزين لخلافة نصر الله في قيادة الحزب. نظرًا لقربه العائلي والتشابه الكبير بينهما في الشكل والصوت وحتى الأسلوب الخطابي. ينتمي صفي الدين إلى عائلة شيعية معروفة، ضمت العديد من الشخصيات السياسية والدينية المؤثرة.
التقارير أفادت أيضًا بأن مسؤولًا كبيرًا في الاستخبارات التابعة لحزب الله كان في المخبأ الذي استهدفته الغارة، ولكن مصيره ما زال مجهولًا. الضربات الإسرائيلية على لبنان بدأت في 23 سبتمبر/أيلول الماضي وأسفرت حتى الآن عن مقتل نحو ألفي شخص وإصابة الآلاف، مما يجعلها واحدة من أكثر الحملات دموية في المنطقة.
توغل بري وسط مقاومة شديدة
في ظل هذا التصعيد المتبادل، يبقى السؤال حول مصير صفي الدين وتأثيره المحتمل على مستقبل حزب الله وتوازن القوى في لبنان موضع ترقب واسع، حيث قد يؤدي مقتل هذه الشخصية القيادية إلى إعادة تشكيل الخارطة السياسية والعسكرية في المنطقة.
الغارات الجوية ترافقت مع توغل بري إسرائيلي في لبنان، حيث تواجه القوات الإسرائيلية مقاومة عنيفة من مقاتلي حزب الله الذين يعتمدون على تكتيكات حرب العصابات. في المقابل، يواصل حزب الله تصعيد هجماته بإطلاق الصواريخ على المستوطنات والمدن الإسرائيلية بوتيرة متزايدة، ما يعزز حالة التوتر المستمرة بين الطرفين.
في الوقت الذي تتزايد فيه التكهنات حول مقتل هاشم صفي الدين، يظل الغموض يحيط بمصير هذه الشخصية المحورية داخل حزب الله، وهو ما يثير تساؤلات حول تداعيات الأمر على مستوى قيادة الحزب. فقد كان صفي الدين يُعتبر من أبرز الخلفاء المحتملين لنصر الله، نظرًا لدوره القيادي وعلاقاته الوثيقة داخل الدوائر السياسية والعسكرية للحزب.
غارات اسرائيلية وتكتيكات دفاعية
الغارات الإسرائيلية على لبنان لم تتوقف عند استهداف الشخصيات القيادية فقط، بل تصاعدت العمليات العسكرية البرية أيضًا. حيث يواجه الجيش الإسرائيلي مقاومة شرسة من حزب الله، الذي يعتمد على تكتيكات هجومية دفاعية معقدة. ورغم الخسائر البشرية الكبيرة على الجانبين، تستمر الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي الحزب، فيما تتصاعد الهجمات الصاروخية على المدن الإسرائيلية، مما يضع المنطقة في حالة استنفار دائم.
الآثار الإنسانية لتلك الغارات تظل كبيرة، حيث يعاني المدنيون من تبعات الحرب المتصاعدة. وقد تجاوز عدد القتلى الآلاف، إضافة إلى الدمار الواسع الذي خلفته العمليات العسكرية في البنية التحتية اللبنانية. وبينما يسعى المجتمع الدولي للتهدئة، لا تزال الأوضاع في لبنان تتدهور مع كل يوم يمر في ظل هذا النزاع الدموي المستمر.
مستقبل لبنان وحزب الله بات مرهونًا بالتطورات القادمة، لا سيما إذا تأكدت الأنباء حول مقتل صفي الدين. في مثل هذه الظروف المعقدة، سيظل المجتمع الدولي يراقب عن كثب كيفية تطور الأوضاع، خاصة أن أي تغييرات في قيادات الحزب قد تؤدي إلى تحولات كبيرة في الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله، وربما إلى مرحلة جديدة من التصعيد العسكري.
المصدر: وكالات