- وصل بوست ـ محمد فوزي
يُعد استهداف إسرائيل لرئيس المجلس التنفيذي لحزب الله اللبناني، هاشم صفي الدين، تحولًا لافتًا في سياساتها تجاه الحزب. حيث لم يعد الأمر مقتصرًا على استهداف القيادات الفردية فقط، بل أصبح يهدف إلى “اغتيال الحزب” ككيان كامل. هذا التغير في النهج يعكس إدراك إسرائيل أن التهديد الذي يشكله حزب الله لا يمكن احتواؤه عبر استهداف الأفراد فقط، بل يتطلب ضرب الهيكل التنظيمي للحزب وإحداث صدمة شاملة في صفوفه.
وفقًا للكاتب إيهاب جبارين، فإن إسرائيل تبنت نهجًا جديدًا يعتمد على استراتيجيات أكثر شمولية. بما في ذلك العقاب الجماعي للحاضنة الشعبية للحزب، في محاولة لتقويض دعم المقاومة. وفي الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تستهدف القيادات الوسطى سابقًا، تشير التحركات الأخيرة إلى أنها تسعى الآن لشل الحزب بأكمله، بما في ذلك محاولاتها اغتيال حسن نصر الله. ومع ازدياد وتيرة الغارات الجوية، يتصاعد التوتر الإقليمي، خاصة أن إسرائيل باتت تأخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد.
من جانبه، أشار المحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر إلى أن هذا التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى إحداث “صدمة شاملة”، محاولًا بث الرعب في صفوف الحزب ومؤيديه عبر استهداف عدة أهداف قيادية في وقت واحد. ويرى عبد الساتر أن حزب الله أبدى قدرة على مفاجأة إسرائيل بقدراته العسكرية، حيث أطلق أكثر من 750 صاروخًا في أسبوع واحد، ووسع نطاق استهدافه ليصل إلى مناطق مثل طبريا، مما يعكس تصاعد الزخم العسكري للحزب.
الاسم الابرز لخلافة نصر الله
ويبرز اسم هاشم صفي الدين، الذي ولد عام 1964، كأحد أبرز القيادات المحتملة لخلافة حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل مؤخرًا. ومع استمرار الغارات الإسرائيلية على لبنان، التي أودت بحياة نحو ألفي شخص وأجبرت مئات الآلاف على النزوح، يستمر حزب الله في التصدي للتوغل البري الإسرائيلي، مؤكدًا قدراته العسكرية المتنامية في مواجهة الاحتلال.
إلى جانب المواجهات العسكرية المباشرة، يظهر حزب الله تفوقًا في استخدام استراتيجياته الصاروخية التي باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل. تواصل المقاومة تصعيد هجماتها على المستوطنات الشمالية الإسرائيلية، حيث تشير التقارير إلى أن الحزب يوسع نطاق ضرباته، مما يضع إسرائيل أمام معضلة جديدة تتمثل في القدرة على احتواء هذه الهجمات المستمرة. ومع كل صاروخ يُطلق، تزداد الضغوط على القيادة الإسرائيلية للرد بشكل أكثر حدة، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد أوسع في الصراع الدائر.
في المقابل، يبدو أن حزب الله يستفيد من الخبرات العسكرية التي اكتسبها على مدار السنوات الماضية. ويعتمد تكتيكات مرنة تصعّب على جيش الاحتلال الإسرائيلي تحقيق تقدم ملموس في الجنوب اللبناني. كما أن الحزب يواصل توجيه رسائل واضحة لإسرائيل بأن أي محاولة لتوسيع نطاق العمليات البرية ستقابل بمزيد من التصعيد والمقاومة الشرسة. هذا السيناريو يضع المنطقة بأسرها في حالة من الترقب، مع مخاوف متزايدة من امتداد الصراع إلى نطاق أوسع يشمل قوى إقليمية أخرى.
المصدر: وكالات + الجزيرة نت