- وصل بوست ـ محمد فوزي
شن الطيران الحربي لجيش الاحتلال الإسرائيلي خمس غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفاً مناطق برج البراجنة، حارة حريك، والشويفات. جاءت هذه الضربات بعد تحذيرات من جيش الاحتلال الإسرائيلي للسكان بإخلاء المنطقة. في الوقت نفسه، دوت صفارات الإنذار في مناطق مختلفة بإصبع الجليل شمال إسرائيل، بعد إطلاق صواريخ من حزب الله، مما يبرز تصاعد التوتر العسكري على الجبهة اللبنانية.
الغارات، التي وصفتها وكالة الأنباء اللبنانية بأنها “عنيفة جداً”، أسفرت عن دمار كبير في المناطق المستهدفة، بما في ذلك غارة على حي “الأمريكان” في الضاحية الجنوبية. سيارات الإسعاف هرعت إلى مكان الحادث، وسط تقارير عن تصاعد أعمدة الدخان وكرات اللهب في السماء. جيش الاحتلال الإسرائيلي برر ضرباته بأنها تستهدف “مصالح لحزب الله”، لكن هذه الذريعة تكررت سابقاً لتبرير ضرب منشآت مدنية، مما أثار انتقادات دولية واسعة.
في الجنوب اللبناني، طالت الغارات بلدات الخيام، العديسة، كفركلا، ومناطق أخرى، مما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا. وزارة الصحة اللبنانية أكدت أن عدد الشهداء وصل إلى 2036 شخصاً، بالإضافة إلى 9653 جريحاً، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في أكتوبر 2023. المأساة تتعمق مع استهداف البيوت والبنية التحتية الحيوية، ما تسبب في نزوح مئات الآلاف من المدنيين الذين يبحثون عن ملاذ آمن.
في المقابل، صعّد حزب الله من هجماته، مستهدفاً تجمعات عسكرية إسرائيلية في مستعمرة المنارة، ومنشآت صناعية وعسكرية في شمال إسرائيل، مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى بين صفوف الجنود الإسرائيليين. كما أعلن الحزب أنه تمكن من تدمير قاعدة شمشون بصواريخ ومسيرات، في إشارة واضحة إلى استمراره في التصدي للهجوم الإسرائيلي المتصاعد.
استهداف بفصل المناطع عن بعضها البعض
الغارات الإسرائيلية لم تقتصر على المناطق الحضرية في الضاحية الجنوبية لبيروت، بل امتدت لتشمل مناطق متعددة في جنوب لبنان، حيث استهدفت بلدات قريبة من الحدود مع إسرائيل مثل الناقورة ومارون الراس. هذه الضربات العنيفة تأتي في إطار سياسة إسرائيلية تهدف إلى تقطيع أوصال المناطق اللبنانية، من خلال تدمير الطرق الرئيسية والجسور، ما يزيد من صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين في تلك المناطق. هذا النهج التصعيدي يعكس رغبة إسرائيل في شل حركة المقاومة وفرض حصار خانق على حزب الله.
في المقابل، تستمر المقاومة اللبنانية في توجيه ضرباتها المضادة، حيث أعلن حزب الله عن تنفيذ هجمات دقيقة على مستعمرات إسرائيلية عبر استخدام الصواريخ والمسيرات، مستهدفًا مواقع عسكرية استراتيجية. التصعيد الأخير أظهر قدرة حزب الله على الرد الفوري والمباشر، حيث زعمت تقارير أن الحزب تمكن من تحقيق إصابات مؤكدة في صفوف الجنود الإسرائيليين. هذا التطور العسكري يعكس تصميم حزب الله على الحفاظ على توازن الردع أمام الهجمات الإسرائيلية المتواصلة.
المشهد الإنساني في لبنان يزداد سوءًا مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين ونزوح الآلاف من بيوتهم، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي المتواصل. المدن والبلدات الجنوبية التي كانت مأهولة بالحياة، تحولت إلى مناطق منكوبة، مع انهيار المباني وتدمير البنية التحتية. منظمات الإغاثة تحذر من أزمة إنسانية وشيكة إذا لم يتوقف القصف وتُفتح الممرات الإنسانية، حيث يفتقر الكثيرون إلى الغذاء والماء والدواء.
المصدر: وكالات