- وصل بوست ـ محمد فوزي
نفى حزب الله اللبناني بشدة مساء السبت تقارير إعلامية تناولت مصير القيادي البارز في الحزب هاشم صفي الدين، والذي أفادت مصادر إسرائيلية بأنه قد تم استهدافه في غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الخميس الماضي. جاء هذا النفي ضمن بيان رسمي أصدرته دائرة العلاقات العامة لحزب الله، مؤكدًا أن الحزب لا يعتمد إلا على بياناته الرسمية للتعليق على الشائعات المتداولة.
التقارير الصحفية التي أثارت الجدل، زعمت أن الاتصال قد انقطع مع صفي الدين منذ الهجوم الإسرائيلي، ما زاد من التكهنات حول مصيره. غير أن الحزب شدد في بيانه على أن هذه الأخبار تندرج في إطار “الحرب النفسية” التي تستهدف التأثير على جمهور المقاومة، معتبرًا أن وسائل الإعلام التي تنشر هذه الشائعات تعمل لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الضربة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية ووصفت بأنها الأقوى منذ فترة، ركزت على مقر الاستخبارات المركزي لحزب الله، وفق بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي. بينما رفضت السلطات الإسرائيلية تأكيد أو نفي استهداف صفي الدين تحديدًا، زادت التكهنات حول مصيره بعد تقارير إسرائيلية تشير إلى مقتله.
صفي الدين، الذي يُعد من أبرز القيادات في حزب الله ومن المرشحين المحتملين لخلافة حسن نصر الله، تصدر الأخبار بشكل لافت في الأيام الأخيرة، مما جعل غيابه عن الساحة يثير العديد من التساؤلات حول مصيره.
تعدد جبهات القتال
في سياق أوسع، تشهد المنطقة توتراً كبيراً مع توسع الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث وسعت إسرائيل نطاق عملياتها لتشمل لبنان، ما يشير إلى مرحلة جديدة من الصراع، قد تكون لها تبعات خطيرة على المنطقة بأسرها.
التصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان، وخاصة الضاحية الجنوبية، يمثل خطوة غير مسبوقة في سياق الصراع الممتد بين إسرائيل وحزب الله. ومع تكثيف الغارات الجوية والتوغل البري في الجنوب اللبناني، يبدو أن إسرائيل تسعى لتوجيه ضربة استراتيجية مؤثرة للحزب، قد تغير معادلة القوة في المنطقة. هذه العمليات العسكرية الواسعة أثارت قلقاً دولياً حول احتمال انزلاق الأوضاع إلى حرب شاملة تشمل لبنان وسوريا، في ظل التوترات القائمة مع قطاع غزة.
في ظل هذه الأوضاع المتوترة، يحافظ حزب الله على استراتيجية الغموض تجاه مصير قادته، معتمدًا على بيانات رسمية فقط لتوضيح الموقف. هذا الغموض قد يكون جزءاً من استراتيجية الحزب في مواجهة الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل عبر وسائل الإعلام. بقاء الغموض حول مصير صفي الدين، وهو شخصية محورية في الحزب، يزيد من الضغط على إسرائيل ويترك المجال مفتوحاً أمام التأويلات، مما قد يمنح حزب الله وقتاً لتحديد الرد المناسب.
إلى جانب ذلك، تُظهر هذه التطورات أن المواجهة بين حزب الله وإسرائيل قد دخلت مرحلة جديدة أكثر تعقيداً. استهداف الشخصيات البارزة وتوسيع نطاق العمليات العسكرية إلى لبنان، يعكس رغبة إسرائيل في تقليص نفوذ الحزب والحد من قدراته، خصوصاً في ظل تصاعد دوره الإقليمي. هذا التوجه الإسرائيلي قد يؤدي إلى تصعيدات مستقبلية، لا سيما أن حزب الله يُعتبر لاعباً أساسياً في محور المقاومة الممتد من إيران إلى سوريا ولبنان.
المصدر: وكالات