- وصل بوست ـ محمد فوزي
تبرع الملياردير الأسترالي أندرو فورست بمبلغ 10 ملايين دولار لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، في خطوة إنسانية بارزة تهدف لتخفيف معاناة المدنيين وسط الأزمة الإنسانية المتفاقمة. وفقًا لوكالة الأناضول، يأتي هذا التبرع من خلال منظمة “مينديرو” غير الحكومية التابعة لفورست، حيث سيتم توجيه الأموال إلى “المطبخ المركزي العالمي” وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لتقديم الدعم الغذائي للمحتاجين في غزة. وأكدت المنظمة في بيان لها أن “مينديرو لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يموت الأطفال من الجوع”.
هذا التبرع يأتي في سياق جهود فورست المستمرة لدعم قطاع غزة، حيث كان قد اقترح في يونيو/حزيران الماضي إنشاء “نظام بوابات آمنة” على الحدود بين غزة وإسرائيل، يتيح نقل 10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية يوميًا من خلال 130 شاحنة تعبر عبر 3 بوابات. كما تعهد فورست سابقًا بتقديم مساعدات مالية تفوق 6 ملايين دولار لدعم سكان القطاع الذين يعانون من الحصار والعدوان المستمر.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبالتواطؤ مع الولايات المتحدة، تواصل إسرائيل ارتكاب ما وصفته منظمات حقوقية بـ”الإبادة الجماعية” في غزة. هذه الهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 138 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن وجود أكثر من 10 آلاف مفقود في ظل دمار شامل ومجاعة قاسية أودت بحياة العشرات. ورغم المطالبات الدولية بوقف العمليات العسكرية، بما في ذلك قرار مجلس الأمن وأوامر محكمة العدل الدولية، تواصل إسرائيل تحديها للمجتمع الدولي، مستمرة في ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
نافذة أمل للمحاصرين
في مواجهة هذه الأزمة الإنسانية الخانقة، يمثل تبرع أندرو فورست بمثابة بصيص أمل للمدنيين المحاصرين في غزة. فالمساعدات المقدمة تسعى لتخفيف جزء من المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون تحت وطأة الحصار والهجمات المتواصلة. وعلى الرغم من الحجم الكبير للمأساة، تساهم هذه المساعدات في تقديم الإغاثة الضرورية، خاصة للأطفال والنساء الذين يشكلون النسبة الأكبر من الضحايا والمحتاجين. تبرع فورست يجسد استجابة من المجتمع الدولي لضرورة التدخل الإنساني في هذا الوضع الكارثي.
على صعيد آخر، يعكس اقتراح فورست بإنشاء “نظام بوابات آمنة” رغبة في إيجاد حلول عملية ومستدامة لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة. ففي ظل الحصار الإسرائيلي، يواجه القطاع صعوبات كبيرة في تلقي الإمدادات الأساسية، مثل الغذاء والماء والدواء. إنشاء مثل هذا النظام يمكن أن يخفف من شدة الحصار ويضمن وصول المساعدات بشكل يومي ومستمر إلى الفلسطينيين، مما يعزز الأمل في تحسين الظروف الإنسانية في غزة.
رغم ذلك، تبقى التحديات كبيرة أمام المجتمع الدولي، خاصة في ظل تجاهل إسرائيل المستمر للقرارات الدولية المتعلقة بوقف العمليات العسكرية. إن الأوضاع في غزة لا تقتصر على الدمار والقتل فقط، بل تمتد إلى أزمة إنسانية مركبة تشمل نقصًا حادًا في الغذاء، الخدمات الطبية، والملاجئ الآمنة. هذه التبرعات والجهود الإنسانية، رغم أهميتها، لا تستطيع بمفردها وقف النزيف المستمر ما لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل جاد لفرض ضغوطات دبلوماسية وسياسية على إسرائيل لوقف عدوانها ورفع الحصار المفروض على القطاع.
المصدر: وكالات