- وصل بوست ـ محمد فوزي
تحذر الأوساط الدبلوماسية من انزلاق المنطقة نحو صراع كبير بعد التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، حيث كشف مسؤول أميركي رفيع عن مخاوف حقيقية من اندلاع حرب واسعة. في حديث مع شبكة “سي إن إن”، أوضح المسؤول أن المنطقة “على حافة الهاوية”، رغم الجهود الأميركية التي نجحت حتى الآن في منع توسع الصراع. إلا أن المخاوف لا تزال قائمة من إمكانية استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية.
وأشار المسؤول إلى أن “لا ضمانات” تحول دون هذا التصعيد، مما يزيد من حساسية الوضع الراهن. وعن التوقيت المحتمل للرد الإسرائيلي، أوضح أن الرد قد يأتي قبل أو بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهو تاريخ يحمل رمزية كبيرة لإسرائيل. ورغم صعوبة التنبؤ بالخطوة الإسرائيلية القادمة، إلا أن ذكرى هجوم السابع من أكتوبر تثير التساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل ستستغلها لتنفيذ ضربات ضد إيران.
من جانبه، أكد مسؤول في الخارجية الأميركية أن إسرائيل لم تستبعد خيار استهداف المنشآت النووية الإيرانية في ردها المحتمل، مما يعكس مدى تصاعد التوترات بين الطرفين.
السعي لتهدئة الأوضاع
على الجانب الآخر، يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تهدئة الأوضاع، موضحاً أن إدارته تعمل بجهد كبير لمنع اندلاع حرب في المنطقة، مشددًا على أهمية حشد الحلفاء لإخماد هذه الأزمة المتفاقمة.
إلى جانب ذلك، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي المحكوم علية دوليا بارتكابه جرائم حرب، بنيامين نتنياهو إيران برد قوي على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران، واصفاً هذا الهجوم بأنه “خطأ كبير” سيكلفها الكثير. وقد أتى الهجوم الإيراني رداً على سلسلة اغتيالات نفذتها إسرائيل، مستهدفة قيادات من حماس وحزب الله.
في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، نفذ الحرس الثوري الإيراني هجوماً غير مسبوق على إسرائيل. بإطلاق أكثر من 200 صاروخ باليستي على أهداف عسكرية وحيوية، رداً على اغتيال قيادات إيرانية ولبنانية بارزة.
يأتي هذا التصعيد في سياق حساس للغاية، حيث يتداخل الصراع الإيراني الإسرائيلي مع قضايا أوسع في المنطقة، من بينها التوترات المتصاعدة في غزة وتأثيرها على الأمن الإقليمي. إيران، من جهتها، بررت هجومها الصاروخي بأنه رد ضروري على اغتيال قادتها، محذرةً إسرائيل من أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى ردود فعل أعنف. التحذيرات الإيرانية توحي بأن أي رد إسرائيلي سيواجه بمزيد من القوة، مما يضع المنطقة في حالة تأهب غير مسبوقة تحسباً لأي تطور مفاجئ.
هذا التصعيد يضع المجتمع الدولي في موقف حرج، حيث تخشى القوى الكبرى من امتداد الأزمة لتشمل حلفاء إقليميين لكل من إيران وإسرائيل، ما قد يفتح الباب أمام حرب شاملة يصعب احتواؤها. في ظل هذا المشهد المعقد، تبقى الأنظار متجهة نحو القرارات التي ستتخذها واشنطن وتل أبيب خلال الأيام القادمة، وسط مساعٍ دبلوماسية محمومة لاحتواء التوتر ومنع اندلاع مواجهة قد تكون لها تداعيات كارثية على المنطقة والعالم.
المصدر: وكالات