- وصل بوست ـ محمد فوزي
مع مرور عام على الحرب في غزة، تعاني المنطقة من خسائر اقتصادية هائلة بلغت 33 مليار دولار. حيث يستمر الاحتلال الإسرائيلي في استهداف المنازل والمناطق المأهولة دون سابق إنذار. الأضرار الاقتصادية ليست مجرد أرقام، بل تشمل تدمير المنشآت الصناعية والزراعية، والمرافق الأساسية مثل أسواق الأسماك، ما أدى إلى تدهور الاقتصاد بشكل لا يمكن تعويضه بسهولة.
تشير التقديرات إلى أن ثلثي الوظائف في القطاع فقدت منذ بدء العدوان، وارتفعت نسبة البطالة إلى 80%، مما جعل الفقر يشمل جميع السكان تقريبًا. دُمّرت معظم الأصول الزراعية، بما في ذلك أنظمة الري ومزارع الماشية، ما أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء. كذلك، توقفت 82% من الشركات التي كانت تشكل العمود الفقري للاقتصاد المحلي، مما وضع القطاع في حالة شلل اقتصادي كامل.
الهجمات الإسرائيلية حولت أحياء ومناطق سكنية كاملة إلى أنقاض، دمرت فيها 75% من القطاع الإسكاني والمرافق الأساسية كالمستشفيات والمدارس. من أصل 400 ألف وحدة سكنية في غزة، دُمّرت 150 ألف وحدة بالكامل، وتحولت 80 ألف وحدة أخرى إلى أماكن غير صالحة للسكن.
تدمير البنية التحتية
إضافة إلى ذلك، استهدفت الهجمات البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، ما أدى إلى تدمير 67% من مرافق المياه، وتراجع حصة الفرد من المياه بنسبة 94%. هذا الاستهداف الممنهج لاحتياجات الفلسطينيين الأساسية يُصنّف كجريمة حرب، حيث يمنع الاحتلال دخول الوقود والموارد الضرورية لتشغيل محطات المياه.
وتستمر أزمة الجوع مع تعمد الاحتلال منع وصول المساعدات الغذائية، ما أدى إلى مستويات كارثية من المجاعة، حيث يواجه 1 من كل 5 أشخاص خطر الجوع الشديد، ويحتاج آلاف الأطفال إلى علاج عاجل من سوء التغذية.
مع استمرار العدوان الإسرائيلي، تتفاقم معاناة سكان قطاع غزة مع تداعيات الحرب التي لم تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي. بل تمتد لتشمل النواحي الإنسانية والصحية. فقد تسببت الحرب في تدمير واسع للبنية التحتية، مما أدى إلى نقص حاد في الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء، وتدهور مستوى الرعاية الصحية. المستشفيات التي كانت تكافح لتلبية احتياجات المرضى قبل الحرب، أصبحت اليوم تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وسط تدمير المرافق الصحية بشكل جزئي أو كامل.
التدهور البيئي زاد من خطورة الأوضاع، حيث تسربت مياه الصرف الصحي إلى الشوارع وأماكن إقامة النازحين. ما أدى إلى تفشي الأمراض بين السكان، لا سيما في ظل الظروف المعيشية السيئة وندرة الموارد الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، يعاني القطاع من أزمة حادة في التعليم، بعد تدمير العديد من المدارس والجامعات، مما جعل آلاف الطلاب غير قادرين على مواصلة دراستهم، ما يهدد مستقبل جيل كامل في غزة.
المصدر: وكالات