- وصل بوست ـ محمد فوزي
في محادثة هاتفية جرت اليوم الأحد بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي المحكوم عليه دوليا بارتكابه جرائم حرب بنيامين نتنياهو، أكد ماكرون على “التزام فرنسا الراسخ بأمن إسرائيل”، لكنه شدد أيضًا على ضرورة وقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان. جاءت هذه المحادثة عشية الذكرى السنوية لهجوم “طوفان الأقصى” الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفي وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية بشكل خطير.
الرئاسة الفرنسية أوضحت أن ماكرون عبر عن تضامن الشعب الفرنسي مع الإسرائيليين، لكنه أكد كذلك أن “وقت وقف إطلاق النار قد حان”، داعيًا إلى وضع حد لإطالة أمد الحرب المستمرة في غزة وامتدادها إلى لبنان. النقاش كان صريحًا بين الجانبين، مع تأكيد الزعيمين على قبول اختلاف وجهات النظر ومحاولة فهم كل منهما للآخر بشكل أفضل.
ماكرون أكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد ما وصفه بـ”الإرهاب”، لكنه شدد أيضًا على أن “إطالة الحرب وتسليم الأسلحة لن يحقق الأمن المنشود”. ولفت إلى أن استمرار القتال في غزة وامتداده إلى لبنان سيزيد من تفاقم الأوضاع الإقليمية، داعيًا إلى السعي لتحقيق الاستقرار من خلال الحلول الدبلوماسية بدلاً من تصعيد الصراع العسكري.
رد نتنياهو: القيود على إسرائيل تعزز محور إيران
في المقابل، رد نتنياهو بقوة على موقف ماكرون، مشيرًا إلى أن فرض قيود على إسرائيل لن يؤدي إلا إلى تعزيز ما أسماه “محور الإرهاب الإيراني”. ودعا نتنياهو إلى تقديم الدعم الكامل لإسرائيل في مواجهة تهديدات إيران وحلفائها في المنطقة، مؤكدًا أن تصرفات إسرائيل تجاه “حزب الله” قد تمهد الطريق لتعزيز الاستقرار في لبنان والشرق الأوسط بأسره.
كما ناقش الطرفان زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، المرتقبة لإسرائيل والتي تهدف إلى مواصلة الحوار حول الجهود الدبلوماسية لإحياء مسار الحل السياسي وسط توسع نطاق الحرب. باريس تأمل في أن تلعب دورًا محوريًا في تهدئة التصعيد المتزايد بين الأطراف المختلفة في المنطقة.
الخلافات حول شحنات الأسلحة
يأتي هذا الاتصال بعد تصريحات ماكرون التي أثارت غضب نتنياهو، حيث دعا الرئيس الفرنسي إلى وقف تسليم إسرائيل أسلحة قد تُستخدم في غزة، مشددًا على أهمية إيجاد حلول سياسية بدلاً من تصعيد الصراع العسكري. وفي رده على هذه الدعوة، وصف نتنياهو هذه التحذيرات بأنها “عار”، معتبرًا أن فرنسا يجب أن تدعم إسرائيل بدلاً من فرض قيود عليها.
رغم أن فرنسا ليست من كبار موردي الأسلحة لإسرائيل، حيث بلغت صادراتها العسكرية لإسرائيل 30 مليون يورو العام الماضي، إلا أن هذه القضية أثارت توتراً في العلاقات بين باريس وتل أبيب في ظل تزايد الضغوط الدولية لإنهاء النزاع الدائر في المنطقة.
المصدر: وكالات