- وصل بوست ـ محمد فوزي
كشف هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل عن فجوة كبيرة في المعلومات الاستخباراتية الأميركية المتعلقة بغزة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وفقًا لتقرير نشرته صحيفة بوليتيكو الأميركية، لم تكن واشنطن مستعدة تمامًا لما جرى، ما دفعها إلى تكثيف عمليات جمع المعلومات والتحليل في غزة بعد الهجوم المفاجئ.
اعتمدت الولايات المتحدة لفترة طويلة على إسرائيل لتزويدها بالمعلومات الداخلية عن غزة، إلا أن إسرائيل فشلت في استيعاب بعض التحذيرات التي قدمتها. ورغم محاولات أميركا لسد هذه الفجوة الاستخباراتية منذ الهجوم، إلا أن الثغرات لا تزال موجودة، ما يعيق جهود إنهاء الصراع.
إخفاق استخباراتي مشترك
منذ سنوات، كانت الولايات المتحدة تواجه صعوبة في جمع المعلومات الدقيقة عن حماس، لكنها زادت من عمليات المراقبة باستخدام الطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية، في محاولة لفهم تكتيكات الحركة بشكل أفضل. ورغم هذه الجهود، ما زالت واشنطن تعاني من فجوات كبيرة في معلوماتها حول الديناميكيات السياسية لحماس واستعدادها للسلام، وهي مسائل بالغة الأهمية لصناع القرار.
وفي الأيام التي أعقبت الهجوم، وصف مسؤولو الاستخبارات الهجوم بأنه مفاجئ، حيث أكدوا أن التخطيط له استغرق شهورًا أو حتى سنوات، وأسفر عن مقتل 30 أميركيًا، مما جعله الأكثر دموية ضد المواطنين الأميركيين منذ هجمات 11 سبتمبر.
محاولات لسد الفجوة
منذ الهجوم، كثفت الولايات المتحدة من عمليات جمع المعلومات، لكن هذه الجهود لم تكن كافية لسد الفجوة بالكامل. فقد أظهرت النقاط العمياء في الاستخبارات الأميركية عجزًا عن فهم حماس بشكل كامل، ما يجعل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار صعبًا. ووفقًا لتصريحات مسؤولين استخباراتيين، فإن عدم الأولوية التي أعطيت لجمع المعلومات عن غزة وحماس خلال العقود الماضية قد أضر بقدرة واشنطن على فهم الوضع الراهن.
فشل مزدوج
الإخفاقات الاستخباراتية التي كشفتها أحداث 7 أكتوبر ليست فقط إسرائيلية، بل أميركية أيضًا. فقد اعتمدت الولايات المتحدة بشكل متزايد على المعلومات التي تقدمها إسرائيل منذ التسعينيات، لكن هذا الاعتماد الزائد جعل الفجوات واضحة بعد الهجوم.
ورغم الجهود المستمرة التي تبذلها الولايات المتحدة لسد الفجوات الاستخباراتية المتعلقة بحماس وغزة، فإن التحديات لا تزال قائمة، مما يزيد من تعقيد محاولات التوصل إلى حلول سياسية أو اتفاقيات لوقف إطلاق النار. تشير المصادر إلى أن المعلومات المتاحة حاليًا غير كافية لفهم النوايا الحقيقية لحماس أو الأطراف المتورطة الأخرى في الصراع، مما يضع واشنطن أمام تحديات صعبة في صياغة استراتيجيات فعالة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
المصدر: وكالات