- وصل بوست – محمد فوزي
كشف الصحفي المخضرم بوب وودورد أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أجرى 7 مكالمات سرية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ مغادرته البيت الأبيض، كما أرسل له سرا أجهزة لفحص الإصابة بفيروس كوفيد-19 خلال ذروة تفشي الوباء. وودورد، الذي يعد من أشهر الصحفيين الأميركيين وكان وراء فضيحة ووترغيت، يستمر في إلقاء الضوء على أسرار غير معلنة من حياة ترامب السياسية بعد خروجه من السلطة.
بحسب وكالة “أسوشيتد برس” التي حصلت على نسخة من الكتاب المرتقب صدوره، كشف وودورد أن ترامب كان يجري هذه المكالمات من منتجعه الخاص “مارالاغو” في فلوريدا، وطلب في إحدى المرات من مساعده مغادرة المكتب ليتمكن من الحديث بشكل خاص مع بوتين. كما أورد الكتاب شهادة مساعد لم يُذكر اسمه، أفاد بأن المكالمات بين الرجلين كانت متكررة، وربما بلغت سبع مرات.
ومن بين المفاجآت التي تضمنها الكتاب، ذكر وودورد أن ترامب أرسل لبوتين أجهزة خاصة لاختبار كوفيد-19، بناءً على طلب بوتين الشخصي، خلال فترة تفشي الفيروس عام 2020. ووفقًا للكاتب، طلب بوتين من ترامب أن يبقي هذا الأمر سرًا، خشية أن يثير غضب الناس، لكن ترامب، في البداية، لم يبدِ اهتمامًا إذا انكشف الأمر، ثم وافق لاحقًا على إبقاء الهدية طي الكتمان.
رفض الادعاءات
ورغم هذه الادعاءات المثيرة، نفى فريق ترامب كل ما جاء في الكتاب. ستيفن تشونغ، مدير الاتصالات لترامب، وصف هذه القصص بأنها “خيالية”، واتهم وودورد بتأليف قصص غير صحيحة من وحي خياله، مشيرًا إلى أن الكاتب يعاني من “متلازمة ترامب الجنونية”.
هذا الكتاب يأتي في توقيت حرج، قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث ينافس ترامب نائبة الرئيس كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية. وودورد ليس غريبًا على إصدارات مثيرة حول ترامب؛ ففي عام 2018، نشر كتابه “الخوف.. ترامب في البيت الأبيض”، الذي وثق فيه حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي زعم أنها سيطرت على إدارة ترامب، وصولًا إلى ما وصفه بـ”الانقلاب الإداري” و”الانهيار العصبي” الذي طبع فترة حكمه.
إضافة إلى المكالمات السرية، يشير كتاب وودورد إلى أن العلاقة بين ترامب وبوتين استمرت حتى بعد مغادرة ترامب لمنصبه، ما يثير تساؤلات حول طبيعة تلك الاتصالات ومضمونها. فهذه المكالمات التي تمت في فترة حساسة من التوترات الدولية قد تحمل أبعادًا تتجاوز مجرد محادثات دبلوماسية، وتسلط الضوء على تأثير العلاقات الشخصية في السياسة الخارجية. وودورد يلمح إلى أن ترامب كان يسعى دائمًا لتعزيز علاقاته الشخصية مع القادة الدوليين، حتى لو كانت تلك العلاقات تتم في الظل وبعيدًا عن الأضواء.
التوقيت ليس بصدفة
التوقيت الذي صدر فيه الكتاب له دلالات كبيرة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأميركية. فكل معلومة أو تسريب قد يؤثر في الرأي العام ويسلط الضوء مجددًا على عهد ترامب الذي تميز بالقرارات المثيرة للجدل. الكتاب لا يستهدف فقط كشف حقائق جديدة حول فترة ما بعد الرئاسة، بل يضع ترامب تحت المجهر مجددًا، مما قد يؤثر على حظوظه الانتخابية. وبالنظر إلى أن ترامب يسعى لاستعادة البيت الأبيض، فإن أي معلومات قد تكون ذات تأثير كبير على مسار حملته.
من ناحية أخرى، يعكس نفي فريق ترامب لمحتويات الكتاب محاولتهم لتحجيم تأثيره على سمعته. تشونغ لم يكتفِ بالنفي، بل هاجم وودورد بشكل مباشر، معتبرًا أن الكتاب يمثل جزءًا من حملة إعلامية متواصلة تستهدف الرئيس السابق. هذه الردود تعكس التوتر الذي يعيشه فريق ترامب في مواجهة تحديات إعلامية مستمرة، في وقت يتطلب فيه الاستعداد للمعركة الانتخابية المقبلة تركيزًا كبيرًا على السيطرة على السرد الإعلامي.
المصدر: وكالات