- وصل بوست – محمد فوزي
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس “الثلاثاء” عن اكتشاف نفق يمتد من جنوب لبنان إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، وتحديدًا لنحو 10 أمتار من منطقة مروحين بقضاء صور حتى موشاف زرعيت في الجليل الغربي. وأكد الجيش أن النفق ينتمي إلى حزب الله، مضيفًا أنه تم اكتشافه قبل عدة أشهر وأنه كان تحت “السيطرة العملياتية” الإسرائيلية لمنع استخدامه في أي هجمات.
وفقًا للبيان الذي نشره جيش الاحتلال عبر منصة “إكس”، فإن النفق لا يحتوي على فتحة خروج داخل إسرائيل، مشيرًا إلى أن الجهود المستمرة من قبل الجيش تهدف إلى تمشيط الحدود والتأكد من عدم وجود أنفاق إضافية. وأضاف البيان أنه، حتى الآن، لا توجد أدلة على وجود أنفاق أخرى تمتد من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية. الجيش يواصل في هذه الأثناء عملياته العسكرية في جنوب لبنان، سواء عبر الغارات الجوية أو العمليات البرية، وذلك في محاولة لإضعاف قدرات حزب الله، وتأمين شمال إسرائيل لعودة السكان بأمان إلى منازلهم.
التوغل البري وتوسع الحرب
منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، شنّ الجيش الإسرائيلي حربًا واسعة النطاق على لبنان، مستهدفًا العديد من المناطق بغارات جوية مكثفة، طالت حتى العاصمة بيروت. ولم تقتصر الهجمات على الجو، بل بدأت إسرائيل أيضًا بالتوغل بريًا في الجنوب، متحدية التحذيرات الدولية والقرارات الأممية. في المقابل، يرد حزب الله يوميًا بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة والقذائف المدفعية نحو المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية. ورغم إعلان تل أبيب عن بعض خسائرها البشرية والمادية، إلا أن الرقابة العسكرية تفرض تعتيماً صارماً على حجم الخسائر الفعلي.
في ظل هذا التصعيد العسكري المتواصل، باتت الحدود اللبنانية الإسرائيلية مسرحًا لمواجهات يومية متزايدة. حزب الله يستهدف بشكل منتظم مواقع استراتيجية داخل إسرائيل، مما يزيد من حدة التوتر ويهدد باستمرار النزاع لفترة أطول. ورغم محاولات الجيش الإسرائيلي تقليص قدرات حزب الله، إلا أن الوضع على الأرض يشير إلى صعوبة تحقيق تقدم ملموس في ظل الردود المكثفة من الجانب اللبناني. ومع كل جولة جديدة من الهجمات، تزداد المخاوف من تدهور أوسع قد يشمل مناطق أكثر من لبنان وإسرائيل.
من جهة أخرى، يواجه المدنيون في كلا الجانبين تحديات كبيرة جراء هذا التصعيد. ففي لبنان، يعيش السكان تحت وطأة الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد. أما في شمال إسرائيل، فقد أجبر القصف المتواصل السكان على النزوح أو البقاء في الملاجئ لفترات طويلة، مما يعمق حالة الخوف والقلق. وبينما يستمر المجتمع الدولي في دعواته للتهدئة، تبدو الحلول السياسية بعيدة المنال في ظل استمرار العمليات العسكرية وتصاعد التوترات على الأرض.
المصدر: وكالات