- وصل بوست – محمد فوزي
نفت مصر بشكل قاطع اتهامات قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بمشاركتها في الضربات الجوية على قواته في منطقة جبل موية بولاية سنار. وفي بيان صدر عن وزارة الخارجية المصرية بعد منتصف ليل الأربعاء، أكدت القاهرة أن الجيش المصري لم يتدخل في المعارك الدائرة في السودان، داعية المجتمع الدولي للتحقق من الأدلة التي يزعمها حميدتي.
وأشارت الخارجية المصرية إلى أن هذه الاتهامات تأتي في وقت تشهد فيه مصر تحركات دبلوماسية مكثفة لوقف الحرب في السودان، وحماية المدنيين، وتعزيز الاستجابة الإنسانية للمتضررين. وشدد البيان على حرص مصر على استقرار وأمن السودان، مؤكدة التزامها بتقديم كل الدعم الممكن لمواجهة الآثار الكارثية للحرب المستعرة.
اتهام حميدتي لمصر
حميدتي، من جانبه، ادعى في مقطع فيديو أن قواته تعرضت لضربات جوية من الطيران المصري، مشيرًا إلى أن قواته “قُتلت غدرًا” وفق تعبيره. كما اتهم القاهرة بتدريب الجيش السوداني وتزويده بطائرات مسيرة. وزعم أن القنابل التي تستخدمها الطائرات المصرية أميركية الصنع، وأن هناك ما بين ست إلى سبع دول تقدم دعمًا غير مباشر للجيش السوداني.
رغم هذه الاتهامات، ظهر حميدتي متحديًا وهو يخاطب قواته في منطقة جبل موية، التي استعادها الجيش السوداني مؤخرًا، مشيدًا بصمودهم ومؤكدًا أنهم لم يهزموا رغم استخدام الجيش للطائرات الحديثة مثل “السوخوي” و”الميغ 29″. وقال لقواته: “الهزيمة كانت بسبب القوة القاهرة، لكننا سنعيد الكرة ونستعيد السيطرة”.
الجيش السوداني أعلن السبت الماضي استعادة السيطرة على منطقة جبل موية بعد معارك شرسة دامت عدة أيام، في حين فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شقيق حميدتي الأصغر بتهمة شراء أسلحة لصالح قوات الدعم السريع، مما يزيد من تعقيد الصراع المستمر في البلاد.
مصر، في ردّها القوي، أكدت أنها تواصل جهودها لوقف الحرب في السودان، مشيرة إلى أن الاتهامات التي وجهها حميدتي لا تستند إلى أي أدلة ملموسة. في الوقت ذاته، يظل الوضع في السودان معقدًا مع استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما تتصاعد التدخلات الإقليمية والدولية. تصريحات حميدتي حول الدعم الأجنبي لقوات الجيش تثير تساؤلات حول مدى تعقيد الصراع، بينما تتزايد الضغوط على جميع الأطراف لوقف العنف وإيجاد حل سياسي يُنهي المعاناة الإنسانية التي خلفتها هذه الحرب المستمرة.
المصدر: وكالات