- وصل بوست – محمد فوزي
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، يواجه الديمقراطيون تحديًا جديدًا يتمثل في احتمال خسارة دعم الكتلة العربية والمسلمة، التي تعبر عن غضبها من مواقف إدارة الرئيس جو بايدن تجاه الحرب في غزة ولبنان. فقد أثار دعم الإدارة الأميركية المستمر لإسرائيل استياءً واسعاً في صفوف هؤلاء الناخبين، ما يثير تساؤلات حول تأثير هذا الغضب على النتائج الانتخابية المقبلة.
وفقًا لمجلة “نيوزويك”، يعرب الديمقراطيون عن قلقهم المتزايد بشأن تراجع التأييد لنائبة الرئيس والمرشحة الرئاسية كامالا هاريس، خاصة في الأسابيع الأخيرة التي تسبق انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني. فقد سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على مقابلات أجرتها مع ناخبين وناشطين ومسؤولين من الجالية العربية والمسلمة في ولاية ميشيغان، والتي تعتبر ساحة انتخابية حاسمة. ويبدو أن هذا الاستياء قد يؤدي إلى خسارة هاريس لبعض الأصوات المهمة في تلك الولاية، التي قد تحسم السباق بفارق ضئيل.
الديمغرافيا تلعب دورًا كبيرًا هنا، فعلى الرغم من أن العرب والمسلمين لا يشكلون نسبة كبيرة من سكان الولايات المتحدة، فإن وجودهم المكثف في ولايات رئيسية مثل ميشيغان يمنحهم تأثيرًا كبيرًا على النتائج. وفي الانتخابات السابقة، ساهم الناخبون المسلمون بنسبة كبيرة في فوز بايدن بالولاية بفارق ضئيل عن دونالد ترامب. ولكن مع تزايد غضبهم من السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، قد يغير هذا الفارق البسيط مسار الانتخابات.
التصويت لطرف يدعم فلسطين
حالة الاستياء تتصاعد بين هذه الكتلة التصويتية. يشعر كثير من الأميركيين العرب والمسلمين بالذنب تجاه ما يحدث في غزة ولبنان، خاصة وأن الولايات المتحدة تستمر في دعم إسرائيل عسكريًا، مما يجعلهم يعيدون التفكير في خياراتهم الانتخابية. سيرين حجازي، شابة من الجالية اللبنانية في ميشيغان، تجسد هذا الشعور بوضوح، إذ تعبر عن عدم قدرتها على دعم هاريس بسبب الدعم الأميركي المستمر لإسرائيل. ويرى العديد من الناخبين أن أصواتهم قد تذهب لمرشح بديل أو لحزب ثالث، مثل حزب الخضر الذي يدعم الفلسطينيين.
كامالا هاريس تدرك أهمية استعادة هذه الأصوات، وقد قامت مؤخرًا بمحاولات لإعادة بناء العلاقات مع المجتمع العربي والمسلم. اجتمعت مع شخصيات بارزة في مدينة فلينت بميشيغان، وأعربت عن قلقها إزاء معاناة المدنيين في غزة والخسائر في لبنان. ورغم هذه الجهود، لا يزال العديد من القيادات البارزة في الجالية غير مقتنعين، بل يرون أن محاولاتها قد تكون غير كافية لإصلاح الثقة المفقودة.
في المقابل، يظل الغضب متصاعدًا، خاصة مع استمرار الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل. وتظهر استطلاعات الرأي أن الفارق بين هاريس وترامب ضيق للغاية في ميشيغان، ما يجعل كل صوت مهمًا في هذا السباق المحتدم.
محاولات لاصلاح العلاقة مع المسلمين
بينما تسعى حملة هاريس لإصلاح العلاقات مع الناخبين العرب والمسلمين، تواجه تحدياً صعباً في إقناع هؤلاء الناخبين بأن تغييرات حقيقية قد تطرأ على السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط. الاجتماعات التي تعقدها مع القيادات المحلية تعكس إدراكها لحجم الغضب، لكن التوتر لا يزال قائماً في ظل استمرار الحرب في غزة والدعم العسكري غير المشروط لإسرائيل. ويشعر كثير من الناخبين بأن كلمات هاريس حول المعاناة الإنسانية لا تُترجم إلى أفعال حقيقية من شأنها أن توقف النزاع أو تخفف من دعم واشنطن لإسرائيل.
في ظل هذا الواقع، يتوقع أن يكون تأثير الناخبين العرب والمسلمين في ميشيغان حاسماً. هؤلاء الناخبون يملكون القدرة على تغيير نتائج الانتخابات في الولاية، وهو ما قد ينعكس بشكل كبير على النتيجة النهائية على المستوى الوطني. ومع الاستياء المتزايد، قد يقرر عدد منهم إما الامتناع عن التصويت أو التوجه إلى مرشح ثالث، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا لحملة هاريس ويضع الديمقراطيين في موقف صعب.
المصدر: الجزيرة نت