- وصل بوست – محمد فوزي
كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن حجم الخسائر التي تكبدتها إسرائيل في شمالها نتيجة الصراع المتصاعد مع حزب الله على الحدود اللبنانية، مسلطة الضوء على الأضرار البشرية والمادية الهائلة. فقد ذكرت القناة الـ14 الإسرائيلية أن نحو 6 آلاف طلب تعويض قُدم بسبب الأضرار التي لحقت بالمنازل جراء قصف حزب الله المتواصل للمستوطنات الشمالية.
وأشارت التقارير إلى أن أكثر من 10 آلاف صاروخ وقذيفة أطلقت على تلك المناطق منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن تدمير 1031 موقعاً. وقد بلغت تكلفة هذه الخسائر على خزينة الدولة الإسرائيلية نحو 15 مليار شيكل، أي ما يعادل حوالي 4 مليارات دولار.
وتيرة متصاعدة
في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت وتيرة الهجمات اليومية لحزب الله، الذي يطلق ما يقارب 150 صاروخًا يومياً على المستوطنات الإسرائيلية. كما تسببت هذه الهجمات في اشتعال النيران في 196 ألف دونم من الأراضي الزراعية، ما أدى إلى أضرار اقتصادية ضخمة للمزارعين في تلك المنطقة.
وفي الجانب البشري، فقدت إسرائيل 53 جندياً ومستوطناً بنيران حزب الله، بينما أصيب 441 آخرون بجروح متفاوتة. على الرغم من هذه الخسائر الفادحة، فإن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تفرض تعتيماً على معظم الأرقام الدقيقة، في حين تتواصل المواجهات بين الطرفين.
توسع دائرة الحرب
منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، صعدت إسرائيل عدوانها على لبنان، باستهداف بيروت والمناطق الجنوبية بغارات جوية غير مسبوقة، في خرق واضح للتحذيرات الدولية. وفي المقابل، يستمر حزب الله في الرد عبر إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، مما يزيد من تعقيد المشهد العسكري والسياسي في المنطقة.
بينما تتواصل المعارك على الأرض، يعيش الشمال الإسرائيلي حالة من التوتر المستمر. السكان في المستوطنات الشمالية يواجهون يومياً وابلًا من الصواريخ التي تطلقها المقاومة اللبنانية، ما جعل الحياة في تلك المناطق شبه مستحيلة. الإخلاءات المستمرة والخسائر في الممتلكات تضع المزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية التي تسعى جاهدة لتوفير المساعدات والتعويضات للمتضررين، وسط انتقادات متزايدة حول جاهزيتها لمواجهة هذا النوع من التحديات.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تشهد الزراعة في الشمال الإسرائيلي ضربة كبيرة، إذ أن الأضرار الناتجة عن الحرائق لا تقتصر على تدمير الأراضي فقط، بل تمتد إلى تهديد سبل العيش للآلاف من المزارعين. هذا بالإضافة إلى تأثيرها على الإنتاج الزراعي المحلي وتوريده للأسواق، مما يزيد من احتمالات حدوث أزمات غذائية في المستقبل القريب، ويضع الاقتصاد الزراعي الإسرائيلي أمام تحديات خطيرة قد تتطلب سنوات للتعافي.
المصدر: وكالات