- وصل بوست – محمد فوزي
تشهد مناطق شمال غزة كارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة، إذ تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها الجوي والمدفعي منذ أربعة أيام، بينما تحاصر المنطقة بالكامل. وفقًا لشهود عيان، فرض الاحتلال حواجز عسكرية على الطرق الرئيسية وأخلى المستشفيات العاملة هناك، مثل مستشفيات الإندونيسي، والعودة، وكمال عدوان. الوضع يزداد سوءًا مع انقطاع تام للكهرباء والماء، مما يزيد من معاناة نحو 400 ألف مدني يعيشون في الشمال، أغلبهم يرفضون مغادرة منازلهم على الرغم من الدمار الذي يحيط بهم.
الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى تنفيذ خطة عسكرية تعزز سيطرته على الشمال، وسط تقارير عن استعادة المقاومة الفلسطينية لقوتها هناك. تتبع المقاومة استراتيجيات فعالة في التصدي للاحتلال، بما في ذلك تكتيكات الدفاع المتحرك والكمائن والهجمات المضادة. هذه التكتيكات تعرقل تقدم القوات المدرعة الإسرائيلية وتجبرها على الانخراط في قتال بري في المناطق المبنية، حيث تتعرض للاستهداف المباشر من قبل المقاومة. وفي ظل هذا المشهد الميداني، لا تزال المقاومة مدعومة بحاضنة شعبية قوية، ترفض النزوح نحو الجنوب رغم الظروف القاسية.
استتراج جيش الاحتلال
المقاومة تسعى لاستدراج قوات الاحتلال إلى مناطق ضيقة يصعب فيها المناورة العسكرية، مما يحيد من قدرة الآليات المدرعة وسلاح الجو على تقديم الإسناد. الإعلام التابع لفصائل المقاومة، مثل القسام وسرايا القدس، يبث بشكل مستمر عمليات عسكرية تنفذ ضد الاحتلال، في تأكيد على فاعلية المقاومة في عرقلة المخططات الإسرائيلية.
هذه الحملة العسكرية ليست الأولى من نوعها، إذ سبقتها محاولات تهجير متعددة، إلا أن المقاومة المستمرة والدعم الشعبي يجعل من تنفيذ هذه الخطط تحديًا كبيرًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى إلى تفكيك البنية التحتية للمقاومة وإجبار السكان على النزوح القسري جنوبًا.
في الوقت الذي يزداد فيه الضغط العسكري الإسرائيلي على شمال غزة، تبرز معاناة المدنيين بشكل واضح. السكان الذين يرفضون مغادرة منازلهم يعيشون تحت وطأة الخوف والجوع، حيث لا توجد أي إمدادات غذائية أو طبية تصلهم بسبب الحصار المشدد. جثث الشهداء متناثرة في الشوارع وبين الأنقاض، مع عدم القدرة على دفنهم أو نقلهم إلى المستشفيات، ما يزيد من فظاعة المشهد الإنساني الذي يتفاقم يوماً بعد يوم.
تكتيك يفقد الجيش القدرة والتكنلوجيا
من الناحية العسكرية، تواصل المقاومة الفلسطينية صد القوات الإسرائيلية المتوغلة في الشمال باستخدام تكتيكات معقدة وفعالة. تعتمد المقاومة على استدراج القوات المدرعة إلى مناطق حضرية ضيقة، حيث تصبح المناورة صعبة، وتفقد القوات الإسرائيلية تفوقها التكنولوجي. عمليات الكمائن والهجمات المباغتة تعيق تقدم الاحتلال، وتحول دون قدرته على فرض السيطرة الكاملة على المناطق التي يقتحمها. هذا التصعيد يزيد من ثقة المقاومة بقدرتها على الصمود رغم التفوق العسكري الإسرائيلي.
ومع تصاعد العمليات العسكرية، يستمر جيش الاحتلال في السعي لتفريغ شمال غزة من سكانه، مستخدماً استراتيجيات تتضمن القصف المتواصل والتضييق الاقتصادي والإنساني. الهدف هو إحداث نزوح جماعي للسكان إلى الجنوب، إلا أن إرادة الأهالي الصامدين تقف حائلاً أمام هذا المخطط. رغم الظروف الكارثية، يصر السكان على البقاء في أراضيهم، متحدين كافة أشكال القهر والتهجير، مما يضع الاحتلال أمام مأزق إنساني وسياسي جديد.
المصدر: وكالات