شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعاً كبيراً بنسبة 4% يوم الخميس، وذلك في ظل توترات متصاعدة بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى اقتراب إعصار ميلتون من ولاية فلوريدا الأميركية. هذا الارتفاع يعكس توقعات بزيادة الطلب على الوقود بالتزامن مع المخاوف من اضطرابات محتملة في إمدادات النفط من الشرق الأوسط، وكذلك إشارات على انتعاش الطلب على الطاقة في كل من الولايات المتحدة والصين.
بحلول مساء الخميس، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.87 دولار، أي بنسبة 3.8%، لتصل إلى 79.45 دولاراً للبرميل، بينما زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 2.75 دولار، لتصل إلى 75.99 دولاراً للبرميل. في الولايات المتحدة، أضاف إعصار ميلتون مزيداً من التحديات مع انقطاع الكهرباء عن ملايين المنازل والشركات، ونفاد البنزين في ربع محطات الوقود تقريباً بولاية فلوريدا، مما زاد الضغط على الطلب المحلي للطاقة.
تصاعد التوتر الاسرائيلي الايراني
التوترات السياسية أيضاً لعبت دوراً محورياً في تحرك أسعار النفط. حيث تزايدت المخاوف عقب إطلاق إيران أكثر من 180 صاروخاً على إسرائيل في بداية الشهر، مما أثار تكهنات برد إسرائيلي يستهدف منشآت النفط الإيرانية. ورغم أن إسرائيل لم ترد بعد، فإن التوتر المتصاعد جعل الأسواق أكثر حذراً. تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت التي توعد فيها بضربة “فتاكة” لإيران، أضافت مزيداً من الغموض على المشهد.
من جانبها، تضغط دول الخليج على الولايات المتحدة لمنع أي هجوم إسرائيلي محتمل على حقول النفط الإيرانية، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى ردود فعل تستهدف منشآتها النفطية من قبل جماعات متحالفة مع طهران. أما في الصين، فقد أعلنت الحكومة عن مشروع قانون لتعزيز تنمية القطاع الخاص، وهو ما قد يزيد الطلب على النفط في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم. أما في الولايات المتحدة، فتشير التوقعات إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة في نوفمبر المقبل، ما قد يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة الطلب على الطاقة.
تستمر حالة عدم اليقين في أسواق النفط بفعل التوترات السياسية والاقتصادية المتصاعدة، خاصة بعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران. القلق العالمي من تفاقم الصراع في الشرق الأوسط يجعل المستثمرين يراقبون أي تحرك عسكري محتمل قد يؤدي إلى تعطيل إمدادات النفط الحيوية. ومع تأكيد دول الخليج على أهمية الحفاظ على استقرار سوق الطاقة، يبدو أن العالم يترقب بحذر ما إذا كانت واشنطن ستنجح في تهدئة الأوضاع ومنع أي تصعيد عسكري قد يؤثر على المنشآت النفطية الإقليمية.
الصين وتعزيز الطلب على الطاقة
في سياق آخر، تستمر الصين في اتخاذ خطوات جريئة لتعزيز ثقة المستثمرين وتحفيز الاقتصاد، وذلك من خلال مشروعات تنموية تستهدف تعزيز القطاع الخاص. هذه التحركات، التي جاءت في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي، من المتوقع أن تسهم في زيادة الطلب على الطاقة خلال الأشهر المقبلة. وإذا تحقق هذا الانتعاش الاقتصادي في الصين، قد يترتب عليه ارتفاع إضافي في أسعار النفط نتيجة للطلب المتزايد من أكبر مستهلكي الطاقة في العالم.
أما في الولايات المتحدة، فإن إشارات محتملة إلى خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي تساهم في دعم الأسواق. انخفاض الفائدة سيؤدي إلى تخفيف تكاليف الاقتراض وزيادة الإنفاق الاستهلاكي، ما يعزز من احتمالات نمو الاقتصاد الأميركي. هذا النمو، في ظل التحديات المناخية والاقتصادية الراهنة، قد يكون أحد العوامل التي تدفع بالطلب على النفط إلى مستويات جديدة، مما يجعل أسواق الطاقة تترقب المزيد من التغيرات في الأشهر المقبلة.
المصدر: وكالات