- وصل بوست – محمد فوزي
أعلنت الولايات المتحدة عن توسيع نطاق عقوباتها على طهران، مستهدفة بشكل أساسي قطاعي النفط والبتروكيماويات الإيرانيين. وجاءت هذه الخطوة كرد فعل على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل، مما يعزز الضغوط الاقتصادية على الحكومة الإيرانية. وزارة الخزانة الأميركية أعلنت الجمعة أن العقوبات تشمل 20 ناقلة وشركات دولية متورطة في نقل النفط والمنتجات البتروكيماوية الإيرانية، بالإضافة إلى تصنيف 16 كياناً و17 سفينة كـ”ممتلكات محظورة”.
الهدف من هذه العقوبات، وفقاً لبيان وزارة الخزانة، هو الحد من قدرة النظام الإيراني على استغلال عائدات النفط والبتروكيماويات في تمويل الأنشطة التخريبية والمزعزعة للاستقرار في المنطقة. وزيرة الخزانة، جانيت يلين، شددت على أن هذه الإجراءات تستهدف “الجهود الإيرانية لتمويل أنشطة فتّاكة” قد تكون لها عواقب وخيمة على المستوى الإقليمي والدولي. وأكدت أن العقوبات الجديدة تزيد من عزلة إيران الاقتصادية، وتحد من قدرتها على استخدام مواردها الحيوية في تمويل برنامجها النووي والصاروخي.
عقوبات على شركات تتعامل مع ايران
العقوبات لم تقتصر على إيران فقط، بل شملت شركات تتخذ من الصين، الإمارات، ليبيريا، بنما، ماليزيا، وجزر مارشال مقرات لها، وذلك لدورها في دعم إيران عبر تجارة النفط والبتروكيماويات. وتنص هذه العقوبات على تجميد أصول تلك الشركات في الولايات المتحدة ومنع الشركات الأميركية من التعامل معها. كما تُقيد قدرتها على استخدام الدولار في معاملاتها المالية، مما يعوق بشدة عملياتها التجارية.
التوترات بين إيران وإسرائيل تصاعدت في أعقاب إطلاق إيران نحو 200 صاروخ على إسرائيل في أكتوبر، رداً على اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في عمليات نُسبت إلى إسرائيل. في ظل هذه الأوضاع المتوترة، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن يكون الرد الإسرائيلي “فتاكاً ودقيقاً”. وبينما تسعى واشنطن إلى تهدئة الأوضاع ومنع تفاقم النزاع، يبقى الشرق الأوسط على شفا انفجار جديد قد يعيد المنطقة إلى دائرة الصراع بشكل أعنف.
ما هي الرسالة من العقوبات
إلى جانب العقوبات الاقتصادية، تسعى الولايات المتحدة إلى توجيه رسائل تحذيرية إلى المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ موقف حازم من الأنشطة الإيرانية التي تهدد الاستقرار الإقليمي. هذه العقوبات تأتي في وقت حساس، حيث تتصاعد المخاوف من أن يؤدي التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل إلى حرب شاملة في المنطقة. وتحاول واشنطن تجنب توسع الصراع، عبر ممارسة الضغوط على الأطراف المعنية للحفاظ على حدود النزاع الحالية، وسط دعوات دولية متزايدة لضبط النفس وتجنب الانزلاق نحو مواجهة أكبر.
في غضون ذلك، تواجه إيران تحديات متزايدة على الصعيدين الداخلي والدولي، مع استمرار الضغوط الاقتصادية وتفاقم التوترات مع الغرب. ومن المرجح أن تؤدي العقوبات الجديدة إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في إيران، مما يزيد من الضغط على الحكومة في مواجهة الاحتجاجات الداخلية والمخاطر الأمنية المتزايدة. في ظل هذا المشهد المعقد، يترقب العالم التطورات القادمة بين إيران وإسرائيل، حيث يمكن لأي تصعيد جديد أن يعيد تشكيل ملامح المنطقة بأكملها ويزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
المصدر: وكالات