- وصل بوست – محمد فوزي
في ظل التصعيد العسكري في غزة ولبنان، تتصاعد الأصوات الدولية المطالبة بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا إلى وقف صادرات الأسلحة المستخدمة في النزاع، معتبرًا أنها “الرافعة الوحيدة” لإنهاء العنف. تصريحاته جاءت خلال قمة في قبرص تجمع دول الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر المتوسط، حيث أشار إلى أن قادة آخرين يشاركونه الرأي في أن وقف تصدير الأسلحة هو السبيل الوحيد لوقف النزاع الدامي. لكنه شدد في الوقت نفسه على أن دعوته لا تعني تجريد إسرائيل من حق الدفاع عن نفسها.
ماكرون كان قد دعا في مطلع أكتوبر إلى الكف عن تسليم الأسلحة لإسرائيل، مؤكدًا أن الحل السياسي يجب أن يكون الأولوية، وأن فرنسا لا تصدر أسلحة لإسرائيل حاليًا. إلا أن تصريحات ماكرون قوبلت برد قوي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف موقف ماكرون بـ”العار”، وأكد أن إسرائيل ستنتصر سواء بدعم فرنسا أو بدونه.
في ظل هذا الجدل، أصدرت الرئاسة الفرنسية بيانًا أوضحت فيه أن باريس ستواصل دعم إسرائيل بقطع السلاح الضرورية للدفاع عن نفسها، وخاصة ما يتعلق بنظام القبة الحديدية الدفاعي.
اسبانيا تنضم الى دعوات وقف التصدير
على الجانب الآخر، انضمت إسبانيا إلى الدعوات الدولية، حيث طالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز المجتمع الدولي بوقف بيع الأسلحة لإسرائيل. وأدان سانشيز الهجمات الإسرائيلية على بعثة الأمم المتحدة في لبنان، مشيرًا إلى أن إسبانيا أوقفت بالفعل بيع الأسلحة لإسرائيل منذ أكتوبر 2023.
ومع استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، التي خلفت أكثر من 140 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، وتصاعد الغارات في لبنان، تتزايد الضغوط الدولية لإيجاد حل دبلوماسي يحمي المدنيين ويوقف المأساة الإنسانية المتفاقمة.
اسرائيل تتجاهل كل المطالبات
بالرغم من الدعوات المتزايدة لوقف تصدير الأسلحة، تبدو إسرائيل ماضية في تصعيد عملياتها العسكرية. مستندة إلى دعم الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية. الحرب في غزة أدت إلى خسائر إنسانية فادحة، حيث يتعرض المدنيون لأوضاع كارثية وسط نقص حاد في المواد الغذائية والإمدادات الطبية. في الوقت ذاته، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية هجماتها الجوية على لبنان، مع تجاهل التحذيرات الدولية. يبدو أن التوترات مرشحة للاستمرار في ظل غياب ضغوط دولية فعالة تجبر الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات.
في السياق نفسه، تأتي هذه الدعوات الأوروبية لوقف تصدير الأسلحة في وقت حساس، حيث يزداد الاستقطاب العالمي حول الصراع في الشرق الأوسط. بينما تعبر بعض الدول الأوروبية عن معارضتها لاستمرار التسليح، فإن بعض الدول الكبرى لا تزال تفضل سياسة الدعم العسكري لإسرائيل. هذا التضارب في المواقف يعقد الجهود الدولية لفرض حل سياسي شامل. مما يضع المنطقة في مواجهة مستقبل مجهول، حيث تظل المعاناة الإنسانية هي الثمن الأكبر المدفوع في هذا الصراع المتفاقم.
المصدر: وكالات