ضرب إعصار “ميلتون” ولاية فلوريدا، مخلّفاً وراءه دماراً واسعاً وموجة من الخسائر الفادحة. مع ارتفاع عدد القتلى إلى 16 شخصاً على الأقل، يجد السكان أنفسهم في مواجهة واقع صعب، حيث لا تزال الكهرباء مقطوعة عن ملايين المنازل والشركات. وفي ظل تلك الكارثة، قدّر الرئيس الأميركي جو بايدن حجم الخسائر الاقتصادية بـ50 مليار دولار، مشيراً إلى أن معظم الوفيات لم تكن بسبب الفيضانات بل نتيجة الزوابع العنيفة التي صاحبت العاصفة.
السكان العائدون إلى منازلهم يواجهون مشاهد الخراب والدمار. فيما تستمر عمليات البحث والإنقاذ وسط تحذيرات بايدن من مغادرة المنازل إلى حين إزالة خطوط الكهرباء المتساقطة والركام المتناثر. نحو 2.5 مليون منزل وشركة لا تزال محرومة من الكهرباء، وتغرق بعض المناطق في المياه، من خليج المكسيك إلى المحيط الأطلسي.
إعصار “ميلتون”، الذي وصل إلى اليابسة مساء الأربعاء كعاصفة من الفئة الثالثة، خلف دماراً في مناطق كانت بالكاد تتعافى من آثار إعصار “هيلين” الذي ضرب قبل أسبوعين، وأودى بحياة 237 شخصاً في جنوب شرق الولايات المتحدة. وتصدر الأرصاد الجوية الوطنية 126 تحذيراً من الأعاصير في أنحاء فلوريدا، وهو رقم قياسي بحسب خبير الأعاصير مايكل لوري.
تكلفة الاضرار
ورغم أن “ميلتون” لم يتسبب في ارتفاع كارثي لمياه البحر كما كان متوقعاً، إلا أن عمليات إزالة الركام قد تستغرق شهوراً. الخبراء يحذرون من أن تكلفة الأضرار قد تتراوح بين 30 و60 مليار دولار لشركات التأمين، ما يجعله أحد أقوى الأعاصير في تاريخ المحيط الأطلسي. في هذا السياق، تعهد البيت الأبيض بتقديم الدعم الحكومي لإعادة الإعمار، فيما لا تزال عمليات تقييم حجم الدمار مستمرة.
إلى جانب الخسائر البشرية والمادية الكبيرة، لا تزال جهود الإنقاذ وإعادة الإعمار تواجه تحديات ضخمة. فرق الإنقاذ تعمل بلا توقف للوصول إلى المناطق المنكوبة، حيث يتوقع أن تستمر عمليات البحث عن ناجين لفترة طويلة. العديد من السكان الذين عادوا إلى منازلهم وجدوا أنها إما مدمرة بالكامل أو غير صالحة للسكن، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في الولاية. ومع غياب الكهرباء في بعض المناطق، تبقى الأوضاع صعبة وسط الجهود المتواصلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها.
من جهة أخرى، يُثير تكرار الأعاصير القوية مثل “ميلتون” و”هيلين” خلال فترة قصيرة تساؤلات حول تأثيرات تغير المناخ على شدة وتواتر هذه الكوارث الطبيعية. الخبراء يحذرون من أن ارتفاع درجات حرارة المحيطات يسهم في زيادة قوة الأعاصير، مما يزيد من خطر حدوث كوارث مماثلة في المستقبل. وبينما تواصل الحكومة الأميركية تقييم الأضرار وتعهدها بتقديم المساعدات، يظل السؤال قائماً حول كيفية تعزيز الاستعدادات لمواجهة الأعاصير المستقبلية وتخفيف آثارها المدمرة على المجتمعات الساحلية.
المصدر: وكالات