شهدت مدينة طوباس شمال الضفة الغربية مساء الجمعة اشتباكات عنيفة بين مقاومين فلسطينيين وأجهزة الأمن الفلسطينية، ما أدى إلى إصابة شاب في خضم المواجهات. يأتي هذا التصعيد على خلفية اعتقال قائد كتيبة طوباس التابعة لسرايا القدس، أحمد أبو العايدة، الذي كان مطلوباً لدى السلطات الإسرائيلية. وقد أثارت حملة الاعتقالات اليومية التي تقوم بها أجهزة الأمن الفلسطينية حالة من الغضب الشعبي في المدينة، ما أدى إلى تفاقم التوتر بين الأطراف المتنازعة.
سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، سارعت إلى دعوة جماهير الضفة الغربية للنفير العام وفك الحصار عن مقاتلي كتيبة طوباس الذين تحاصرهم الأجهزة الأمنية الفلسطينية. في بيان لها، حثّت السرايا الشباب الثائر والمقاومين على دعم المقاتلين، مؤكدة أن الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينية يتعاونون في استهداف المجاهدين عبر الاعتقالات والاغتيالات، مما يزيد من الضغط على المقاومة. الحركة دعت إلى إنهاء الحصار المفروض على مقاتليها، معتبرة أن هذا الحصار يحقق أحلام العدو الصهيوني في القضاء على المقاومة الفلسطينية.
اطلاق نار على مقر السلطة
وفي تطور مرتبط، تعرّض مقر السلطة الفلسطينية في مدينة جنين لإطلاق نار كثيف مساء أمس “الجمعة”. كما دانت حركة الجهاد الإسلامي استهداف أجهزة الأمن للأسيرة المحررة عطاف جرادات، التي أصيبت برصاص الأمن، معتبرة ذلك جزءاً من محاولات السلطة لاعتقال المقاومين وكشف مخططاتهم لصالح الاحتلال. التوتر لا يزال مستمراً في طوباس وجنين، وسط دعوات متزايدة من المقاومة لحماية المقاتلين ومواصلة التصدي للاعتقالات المستمرة.
تواصل حركة الجهاد الإسلامي التأكيد على أن استهداف المقاومين في الضفة الغربية هو محاولة لتفكيك الحالة النضالية التي تتنامى يوماً بعد يوم. الهجمات التي تنفذها أجهزة الأمن الفلسطينية ضد المقاومين تعد بحسب الحركة خيانة للشعب الفلسطيني، وتنسجم مع مصالح الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى للقضاء على كل أشكال المقاومة المسلحة في الضفة. هذا التصعيد يضع السلطة الفلسطينية في موقف صعب، حيث تواجه اتهامات بالتعاون الأمني مع إسرائيل على حساب المشروع الوطني الفلسطيني.
غضب شعبي في الضفة الغربية
في المقابل، تشهد مدينة طوباس وجنين حالة من الغليان الشعبي بعد الاشتباكات وعمليات الاعتقال. الوضع الأمني المتوتر ينعكس على الحياة اليومية للسكان، الذين يعيشون تحت تهديد دائم بسبب الاعتقالات والمداهمات الأمنية. المقاومة الفلسطينية، بدورها، تؤكد أنها لن تتراجع عن نضالها ضد الاحتلال مهما كانت الضغوط، مشيرة إلى أن هذه الاعتقالات لن تزيدها إلا إصراراً على التصدي للاحتلال وتحرير الأرض. التوتر الحالي يبرز كجزء من صراع أوسع يدور حول مستقبل المقاومة الفلسطينية ودورها في مواجهة الاحتلال.
في ظل هذه الأحداث المتصاعدة، يبدو أن الأمور في الضفة الغربية مرشحة لمزيد من التدهور. الاشتباكات المتكررة بين المقاومة وأجهزة الأمن الفلسطينية تعكس انقساماً عميقاً بين الأطراف الفلسطينية، حيث تسعى بعض الفصائل إلى الحفاظ على المقاومة المسلحة كخيار استراتيجي، بينما تحاول السلطة الفلسطينية ضبط الأوضاع الأمنية تحت ضغوط دولية وإقليمية. في هذا السياق، لا تزال القوى الدولية تراقب التطورات عن كثب، وسط قلق متزايد من أن يؤدي هذا التوتر الداخلي إلى إضعاف القضية الفلسطينية بشكل أكبر.
المصدر: وكالات