- وصل بوست – محمد فوزي
اتهم القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب إبادة جماعية في شمال قطاع غزة، محذّرًا من خطورة الحصار المطبق الذي يفرضه على المنطقة منذ 12 يومًا. وأكد حمدان في حديثه لقناة الجزيرة أن أكثر من 150 ألف فلسطيني محاصرون في مخيم جباليا يتعرضون لخطر الموت جوعًا وعطشًا بفعل الحصار، حيث تم قطع المياه ومنع دخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية.
وصف حمدان الوضع الإنساني في مخيم جباليا بالمأساوي، حيث لجأ السكان إلى شرب مياه ملوثة مختلطة بالصرف الصحي بسبب تدمير آبار المياه. كما كشف عن استخدام الاحتلال أساليب قاسية لاستهداف المدنيين، من بينها إدخال ناقلات جند مفخخة لتفجيرها داخل المناطق السكنية، مما أدى إلى تدمير مبانٍ عديدة، بالإضافة إلى قصف مستشفى اليمن السعيد لمنع معالجة المصابين.
عملية بهدف التهجير القسري
وأشار القيادي إلى أن هدف الاحتلال من هذه الممارسات هو إضعاف السكان ودفعهم للنزوح، ولكن المقاومة الفلسطينية تقف بوجه تلك المحاولات بشراسة. وأضاف أن قوات الاحتلال تخطط لإخراج المدنيين دون المقاتلين، حيث ستتم مراقبتهم بواسطة طائرات مسيّرة تطلق النار على من تعتبره خطرًا، واصفًا هذه الأساليب بأنها جرائم ضد الإنسانية.
على صعيد آخر، استعرض حمدان إستراتيجية المقاومة للتصدي لمشروع التهجير القسري، مشيرًا إلى أربعة مسارات رئيسية، تشمل دعم صمود الشعب الفلسطيني، وجهود المقاومة في صد الهجمات العسكرية، والتحرك السياسي الدولي، وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي. وأكد أهمية الوحدة الوطنية، موضحًا أن لقاءات جارية في القاهرة بين حركتي حماس وفتح لتحقيق المصالحة الفلسطينية واستعادة المشروع الوطني.
واختتم حمدان تحذيراته من أن استمرار الاحتلال في جرائمه قد يؤدي إلى ردود فعل فلسطينية مفاجئة، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لن يتراجع عن حقوقه، وأن المقاومة ستظل الخيار الأصيل لاستعادة تلك الحقوق في ظل عجز الاحتلال عن مواجهة صمود الشعب.
تكتيكات لاضعاف الفلسطيني
وأضاف حمدان أن الاحتلال يعتمد في استراتيجيته الحالية على تكتيكات تهدف إلى إنهاك الفلسطينيين جسديًا ومعنويًا، عبر فرض حصار خانق ومنع الغذاء والماء، بالإضافة إلى القصف المستمر الذي يستهدف المنازل والمرافق الحيوية. هذا الحصار الطويل، بحسب حمدان، ليس مجرد محاولة عسكرية، بل هو وسيلة لإجبار السكان على الاستسلام أو الرحيل، وهو ما وصفه بجريمة حرب تعكس فشل الاحتلال في مواجهة المقاومة المسلحة مباشرةً.
فيما يتعلق بما بعد الحرب، شدد حمدان على أن حماس لن تقبل بأي تدخل خارجي في شؤون الشعب الفلسطيني، مؤكداً على ضرورة تشكيل إدارة وطنية فلسطينية انتقالية تشرف على إعادة الإعمار ومعالجة آثار العدوان. وأشار إلى أن هذه الإدارة ستكون مسؤولة أيضًا عن التحضير لانتخابات فلسطينية عامة، وهو ما يعكس رغبة الحركة في بناء مستقبل سياسي مستقل يستند إلى الوحدة الوطنية والقرار الفلسطيني الحر، بعيدًا عن أي ضغوط دولية أو إملاءات خارجية.
المصدر: وكالات