- وصل بوست – محمد فوزي
في تقرير مفصّل نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، تم الكشف عن تفاصيل جديدة حول مخطط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لهجوم “طوفان الأقصى”، والذي كان جاهزًا للتنفيذ منذ عام 2022. الوثائق التي استندت إليها الصحيفة، والتي زُعم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي عثر عليها في حاسوب محمول بمركز قيادة لحماس في خان يونس، تكشف عن تأجيل الحركة للهجوم بعد تواصل مع إيران وحزب الله.
وفقًا للوثائق، كانت الخطة تقترب من الاكتمال في منتصف عام 2022، وكانت تتضمن ضرب 46 موقعًا عسكريًا إسرائيليًا على الحدود، بالإضافة إلى قاعدة جوية ومركز استخبارات في جنوب إسرائيل، إلى جانب المدن والقرى، وهو ما تحقق في هجوم السابع من أكتوبر 2023. ورغم أن الوثائق لم تفسر سبب التأجيل، إلا أنها تشير إلى جهود حماس للحصول على دعم إيران وحزب الله قبل الشروع في تنفيذ “المشروع الكبير”.
بحسب الوثائق، أرسلت حماس مسؤولًا رفيعًا إلى لبنان في يوليو 2023 للقاء قائد إيراني طلب منه مساعدة حماس في ضرب الأهداف الإسرائيلية الحساسة مع بدء الهجوم. ورغم تأكيد الدعم من حيث المبدأ، طلبت إيران وحزب الله مزيدًا من الوقت للتحضير. ورغم ذلك، مضت حماس في تنفيذ المخطط جزئيًا دون انتظار الدعم الكامل لتفادي نشر إسرائيل لأنظمة دفاعية متطورة.
تجنب المواجهة وخداع اسرائيل
كما كشفت الوثائق أن حماس عمدت إلى خداع إسرائيل بتجنب المواجهات الكبرى منذ عام 2021، مما أقنع الجيش الإسرائيلي بأن الحركة لا تنوي التصعيد. إلا أن حماس شعرت أنها لم تعد تستطيع الصبر على الانتهاكات الإسرائيلية.
وفقًا للوثائق، كان “طوفان الأقصى” مخططًا مُحكمًا لم يكن يقتصر على توجيه ضربات عسكرية عشوائية، بل استهدف بشكل منهجي البنية التحتية العسكرية الحيوية لإسرائيل. وقد تركزت الاستعدادات حول استهداف مواقع رئيسية، بما في ذلك القواعد العسكرية ومراكز الاستخبارات، التي تعد بمثابة العمود الفقري للدفاع الإسرائيلي. هذا التنسيق بين الضربات العسكرية وحشد الدعم من إيران وحزب الله يعكس التزامًا طويل الأمد لحماس بتطوير عملياتها العسكرية إلى مستوى غير مسبوق.
استغلال الصراع الداخلي في اسرائيل
الوثائق تشير إلى أن حماس أدركت أهمية توقيت العملية، حيث سعت لاستغلال الاضطرابات الداخلية في إسرائيل، التي أثارتها سياسات نتنياهو المثيرة للجدل، بما في ذلك إصلاح القضاء. تلك الاضطرابات خلقت حالة من الانقسام الداخلي وضعفت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مما أعطى لحماس فرصة لتكثيف هجومها، في وقت كانت إسرائيل تعاني من عدم الاستقرار السياسي. كما أن القيادة العسكرية الإسرائيلية بدت غارقة في التحديات الداخلية، وهو ما جعل الهجوم مفاجئًا ومدمرًا على المستويات كافة.
على الرغم من التخطيط المتقن، فإن اكتشاف الوثائق من قبل الجيش الإسرائيلي بعد الهجوم أدى إلى تبادل واسع للاتهامات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. هذا الفشل يعكس عمق الأزمة التي تواجهها إسرائيل في مجال الاستخبارات، حيث أخفقت في الحصول على معلومات حيوية كان من الممكن أن تمنع وقوع الهجوم أو على الأقل تحدّ من تأثيره. الانتقادات المتبادلة داخل الأجهزة الإسرائيلية تضيف ضغوطًا إضافية على القيادة السياسية والعسكرية، وتزيد من مطالبات تحسين الأداء الأمني لضمان عدم تكرار مثل هذا الفشل في المستقبل.
المصدر: وكالات