- وصل بوست – محمد فوزي
في حادثة غير مسبوقة، شهدت السفارة الفلسطينية في العاصمة البلجيكية بروكسل اعتداءً جسدياً على السفير الفلسطيني عبد الرحيم الفرا، من قبل مسؤول جهاز المخابرات في السفارة، محمود عمر. الحادثة وقعت خلال حفل وداع للسفير الفرا، الذي كان يستعد لمغادرة منصبه قريباً. حيث تعرض للضرب المبرّح أمام الحضور، ما أدى إلى إصابته برضوض مختلفة.
مصادر فلسطينية أفادت بأن هذا الاعتداء يعكس صراع التيارات داخل السفارة. التي تُعد واحدة من أهم البعثات الدبلوماسية الفلسطينية في أوروبا نظرًا لموقعها في عاصمة الاتحاد الأوروبي. وأثار الحادث غضباً واسعاً بين النشطاء الفلسطينيين، الذين عبّروا عن استيائهم من تدهور الوضع داخل مؤسسات السلطة الفلسطينية وسفاراتها، وخاصة في ظل الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة، ما جعل توقيت هذا الصدام الداخلي أكثر إثارة للجدل.
وزارة الخارجية الفلسطينية تعلق على الحادثة
من جانبها، لم تتجاهل وزارة الخارجية الفلسطينية هذا الحادث، حيث أكدت في بيان رسمي وقوع الاعتداء، وأعلنت أن رئيس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين محمد مصطفى قرر تشكيل لجنة تحقيق خاصة. وذكرت الوزارة أن اللجنة ستتوجه فوراً إلى بروكسل للتحقيق في ملابسات الحادث والوقوف على تفاصيله، بهدف اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
تأتي هذه الحادثة في وقت حساس بالنسبة للفلسطينيين، حيث تتزايد الضغوط على القيادة الفلسطينية نتيجة الوضع الإنساني المتفاقم في غزة والهجمات الإسرائيلية المتواصلة، ما يجعل هذه الحادثة تعكس تحديات إضافية تواجه السلطة الفلسطينية على الساحة الدولية.
يُتوقع أن تسلط نتائج التحقيق الضوء على الأسباب الكامنة وراء هذا التوتر غير المسبوق داخل أروقة السفارة الفلسطينية في بروكسل. ومن المرجح أن تؤدي هذه الحادثة إلى إعادة تقييم دور السفارات الفلسطينية في الخارج، وكيفية إدارة الخلافات الداخلية، خاصة في ظل المرحلة الحساسة التي يمر بها الشعب الفلسطيني. كما أن تصاعد الغضب الشعبي تجاه تصرفات بعض المسؤولين قد يزيد من الضغوط على القيادة الفلسطينية لإجراء إصلاحات جوهرية في تمثيلها الدبلوماسي، وضمان استجابة أكثر فعالية للتحديات السياسية والإنسانية التي تواجهها.
المصدر: وكالات