- وصل بوست – محمد فوزي
في خطوة تصعيدية، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أمس الثلاثاء مشاورات أمنية حاسمة تحضيرًا لهجوم محتمل على إيران. ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، فقد حددت القيادة السياسية في إسرائيل الأهداف المحتملة للهجوم، في إطار الاستعداد للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير الذي استهدف إسرائيل.
تشير التقارير إلى أن نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، إلى جانب عدد من الوزراء البارزين، قد توصلوا إلى اتفاق حول شدة وتوقيت الرد. وتم التأكيد على أن خطة الهجوم جاهزة بانتظار موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي. وفي هذا السياق، قال مسؤول إسرائيلي رفيع: “الأهداف واضحة، وما يفصلنا الآن عن تنفيذ الهجوم هو الوقت.”
الاستماع للولايات المتحدة ولكن القرار إسرائيلي
في بيان صادر عن مكتب نتنياهو، أوضحت الحكومة الإسرائيلية أنها تأخذ بعين الاعتبار آراء الولايات المتحدة في هذا السياق، لكنها ستتخذ قراراتها النهائية بناءً على “المصلحة الوطنية الإسرائيلية”. هذا البيان جاء ردًا على تقارير إعلامية، أبرزها من صحيفة “واشنطن بوست”، التي ذكرت أن نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن أن الهجوم الإسرائيلي سيستهدف مواقع عسكرية إيرانية.
ضمانات أميركية غامضة
من جهتها، نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تلقت ضمانات من إسرائيل بعدم استهداف المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية. لكنهم أشاروا إلى أن هذه الضمانات ليست مؤكدة بشكل كامل، خاصة وأن إسرائيل في الماضي أظهرت تباينًا في التزامها بتعهداتها، مما قد يعكس تغيرات داخلية في سياستها.
التصعيد بين إسرائيل وإيران بلغ ذروته في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024، عندما شنت إيران ثاني هجوم صاروخي كبير على إسرائيل هذا العام. الهجوم الذي شمل أكثر من 180 صاروخًا جاء ردًا على اغتيال شخصيات بارزة مثل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران، وحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في بيروت، إلى جانب المجازر الإسرائيلية في غزة ولبنان.
في أعقاب الهجوم الإيراني، خرج نتنياهو في رسالة مصورة ليؤكد أن “إيران ارتكبت خطأ كبيرًا” وأنها “ستدفع الثمن” على هذا التصعيد.
مخاوف إقليمية ودولية
التوتر المتصاعد يثير مخاوف دولية، خاصة في ظل تحذيرات الرئيس الأميركي جو بايدن من استهداف المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية، ما قد يؤدي إلى تفاقم التصعيد في منطقة الشرق الأوسط. كما أن هناك قلقًا متزايدًا بشأن تداعيات هذا التصعيد على أسعار الطاقة العالمية، التي تعاني بالفعل من اضطرابات.
في ضوء هذه التطورات، يبدو أن المنطقة قد تدخل في مرحلة جديدة من الصراع، وسط تحركات دبلوماسية حثيثة وتوقعات بمزيد من الضغوط الدولية لتهدئة الأوضاع.
المصدر: وكالات