- وصل بوست – محمد فوزي
تصاعدت حدة التوتر داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد أن أعلنت صحيفة “هآرتس” عن إيقاف عشرات من جنود الاحتياط الذين رفضوا مواصلة الخدمة العسكرية ما لم يتم التوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة. هذا القرار جاء بعد توقيع 130 جندياً على رسالة احتجاج طالبوا فيها الحكومة الإسرائيلية بالتوصل إلى اتفاق يعيد الأسرى، وإلا فسيمتنعون عن الخدمة.
وفقاً للصحيفة، قام جيش الاحتلال بالاتصال بالجنود الموقعين على الرسالة لإبلاغهم بقرار وقفهم عن الخدمة. أحد الجنود وصف هذه المكالمة بأنها “تهديد”، في حين تلقى آخر مكالمة توبيخ طويلة من قائد كتيبته قبل أن يُفصل عن الخدمة. هذا الإجراء يعكس تصاعد الانقسام داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حول كيفية التعامل مع قضية الأسرى.
الرسالة التي وجهها الجنود إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة الجيش كانت واضحة: لن يخدموا إلا بعد أن يتم إبرام صفقة تضمن عودة الأسرى. يأتي هذا الموقف في وقت تقدر فيه إسرائيل وجود 101 أسير في قطاع غزة، بينما أعلنت حركة حماس مقتل العشرات من هؤلاء الأسرى بسبب الغارات الإسرائيلية العشوائية.
عرقلة أي اتفاق
جهود الوساطة التي تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة لم تتوقف منذ شهور، لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي المتهم دوليا بارتكابه جرائم حرب ، نتنياهو يواصل وضع شروط جديدة تعقد الوصول إلى اتفاق. من بين هذه الشروط، السيطرة الإسرائيلية المستمرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح، بالإضافة إلى منع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر عمليات تفتيش دقيقة للعائدين.
في المقابل، تصر حركة حماس على انسحاب إسرائيلي كامل من غزة ووقف شامل للحرب قبل الموافقة على أي اتفاق. هذه الشروط المتبادلة تعيق التوصل إلى حل، مما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني والعسكري في المنطقة.
منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، ارتكبت إسرائيل ما وصفه مراقبون دوليون بإبادة جماعية في قطاع غزة، حيث تجاوزت حصيلة الضحايا 140 ألف شخص بين شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى الآلاف من المفقودين. الدمار الشامل والمجاعة التي تسببت في وفاة عشرات الأطفال تجعل هذه الأزمة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
بدعم أميركي مطلق، تستمر إسرائيل في حملتها العسكرية، بينما تزداد الضغوط الداخلية والخارجية للتوصل إلى حل ينهي هذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
المصدر: وكالات