- وصل بوست – محمد فوزي
تشهد أسعار الذهب ارتفاعاً مستمراً للجلسة الثانية على التوالي، وسط تقلبات الأسواق المالية وتراجع الأسهم وعوائد سندات الخزانة الأميركية. يعزو المحللون هذا الصعود إلى حالة الترقب التي تسود الأسواق مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية والغموض المحيط بقرارات الاحتياطي الفدرالي بشأن تخفيض أسعار الفائدة، وهو ما يجعل المستثمرين يتجهون نحو الذهب باعتباره ملاذاً آمناً في ظل هذه الاضطرابات.
الذهب، الذي يعتبر أحد أفضل السلع أداءً في 2024، استفاد بشكل كبير من زيادة الطلب عليه من قبل البنوك المركزية وإقبال المستثمرين عليه كوسيلة تحوط أمام التوترات الجيوسياسية. في هذا السياق، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.7% ليصل إلى 2678.70 دولاراً للأوقية، بينما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.6% لتصل إلى 2695.30 دولاراً.
ومع انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات، تتزايد جاذبية الاستثمار في الذهب، حيث يفضل المستثمرون الاحتفاظ بالأصول التي لا تولد عوائد ثابتة، مثل الذهب، في ظل انخفاض العوائد على السندات.
الذهب سيواصل الارتفاع
في ظل استمرار حالة عدم اليقين المتعلقة بالانتخابات الأميركية وسياسات المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والتي تتضمن رفع الرسوم الجمركية بشكل كبير وخفض الضرائب، من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي. ورغم أن قوة الدولار وارتفاع معدلات الفائدة قد يضعان بعض الضغوط على الذهب، فإن العديد من المحللين يتوقعون استمرار صعود الذهب نحو مستويات قياسية جديدة خلال الأشهر المقبلة.
استطلاع أجرته بلومبيرغ أشار إلى توقعات بأن تصل أسعار الذهب إلى 2917.4 دولاراً للأوقية بحلول أكتوبر من العام المقبل، ما يمثل زيادة تقارب 10% عن المستويات الحالية، مما يعزز مكانة المعدن النفيس كأداة تحوط رئيسية في ظل التوترات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.
إلى جانب الارتفاعات المتوقعة لأسعار الذهب، تستمر المعادن النفيسة الأخرى في جذب الانتباه. فقد ارتفعت الفضة بنسبة 1.3%، مما يعكس التوجه العام نحو الأصول التي تعتبر آمنة في ظل تقلبات السوق. تأتي هذه المكاسب في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي ضغوطاً متزايدة نتيجة للتوترات السياسية والتجارية، مما يدفع المتداولين والمستثمرين إلى التركيز على الأصول الثابتة مثل الذهب والفضة.
ومع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي، من المرجح أن تستمر هذه الاتجاهات في التأثير على أسواق المعادن النفيسة، لتصبح هذه الأصول أكثر جاذبية كوسيلة للحفاظ على القيمة في الفترات المضطربة.
المصدر: وكالات