- وصل بوست – محمد فوزي
تسريب صورة جثة يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، شكل ضربة لسردية إسرائيل التي لطالما زعمت أنه يختبئ في الأنفاق خوفًا من المواجهة. الصور التي سربها جنود إسرائيليون، والتي أظهرت السنوار مقتولًا على سطح الأرض في حي تل السلطان بمدينة رفح، فضحت الرواية الإسرائيلية، وجعلت من الصعب تسويقها كإنجاز عسكري.
الصحفي في قناة الجزيرة إلياس كرام أشار إلى أن هذه الصور ستفتح باب التحقيق داخل الجيش الإسرائيلي لمعرفة من سرب هذه المعلومات الحساسة، حيث يتوقع معاقبة الجنود المتورطين بتجريدهم من رتبهم وربما سجنهم.
في سياق متصل، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن السنوار قُتل خلال اشتباكات مع جنود الاحتلال، وعثر على جثته بجانب قائد ميداني آخر كان يرتدي سترة عسكرية ويحمل قنابل يدوية. ورغم السرية التي فرضتها إسرائيل على مجريات الحرب في غزة، فإن هذا التسريب أثار ضجة كبيرة، خاصة مع وجود احتمالات بأن يتم استغلال مقتل السنوار لإعادة فتح ملف المفاوضات حول الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة. الضغوط الشعبية والسياسية المتزايدة تدفع نتنياهو لإعادة النظر في هذا الملف، مع توقعات بدعم حزب الليكود وأحزاب دينية صفقة تبادل أسرى مع حماس، مما يضع الحكومة الإسرائيلية في موقف حرج قد يجبرها على التفاوض بشكل أسرع.
عجز استخباراتي اسرائيلي
تسريب صور جثة يحيى السنوار ألقى بظلاله على الداخل الإسرائيلي، حيث يُتوقع أن تثير القضية نقاشات حادة حول الإجراءات الأمنية والتعامل مع المعلومات الحساسة. قتل السنوار لم يكن مجرد حدث عسكري عابر، بل حمل طابعًا سياسيًا ونفسيًا عميقًا، إذ فضح أكذوبة الاختباء في الأنفاق التي طالما روجتها إسرائيل. هذا التسريب خلق حالة من الإرباك داخل صفوف القيادة الإسرائيلية التي كانت تأمل في تسويق موت السنوار كإنجاز استثنائي، لكنه انتهى بأن كشف عجزًا استخباريًا وتخبطًا في طريقة التعامل مع مقتله.
على الجانب الآخر، يتوقع مراقبون أن مقتل السنوار قد يعزز من صمود حماس وموقفها في مفاوضات تبادل الأسرى. نتنياهو يجد نفسه الآن أمام ضغوط شعبية وسياسية متزايدة، خاصة بعد أن عبر أهالي الأسرى الإسرائيليين عن قلقهم بشأن مصير ذويهم في غزة. مع تنامي هذه الضغوط، قد يلجأ نتنياهو لإعادة فتح قنوات الاتصال مع الوسطاء القطريين والمصريين لإبرام صفقة تبادل جديدة، لكن تبقى الأسئلة حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستشكل نهاية للصراع أم بداية فصل جديد من المواجهات.
في ظل هذه التطورات، يبقى الوضع في غزة مشحونًا بالتوتر، حيث تواصل إسرائيل سعيها لتحقيق أهدافها المعلنة بالقضاء على قادة حماس وتدمير بنيتها التحتية. ومع ذلك، فإن مقتل السنوار، رغم تأثيره على الحركة، لن يكون كافيًا لتحقيق الانتصار الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه. بل على العكس، قد يؤدي هذا الحدث إلى تصعيد جديد، حيث ستجد إسرائيل نفسها مضطرة للتعامل مع تداعيات التسريب والخسائر البشرية التي تكبدتها في مواجهتها مع حماس.
المصدر: الجزيرة نت