وصل بوست – محمد فوزي
بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، قد يعتقد البعض أن هذه العملية هي “صورة النصر” التي كان يسعى إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي المحكوم علية دوليا بارتكابه جرائم حرب، بنيامين نتنياهو. بحسب التحليلات الإسرائيلية، قد تكون هذه اللحظة هي الفرصة المناسبة لنتنياهو لإعلان وقف الحرب، إلا أن الواقع على الأرض يظهر عكس ذلك.
إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن احتفت باغتيال السنوار، معتبرة أنه يُشكل فرصة لنتنياهو لوقف القتال. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، يطمح بايدن إلى تحقيق إنجاز دبلوماسي يُضاف إلى رصيده، قد يساعد نائبته كامالا هاريس في منافسة المرشح الجمهوري، دونالد ترامب. لكن نتنياهو يبدو غير مكترث بمثل هذه المكاسب السياسية، إذ يفضل الاستمرار في الحرب بدلاً من الدخول في تسوية قد تضعف موقفه الداخلي.
لا مزيد من من الانتصارات
المحلل السياسي ناحوم برنياع وصف اغتيال السنوار وحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، بأنهما أبرز إنجازات الحرب، ولكنه شكك في قدرة إسرائيل على تحقيق المزيد من الانتصارات المستقبلية. ورغم ذلك، يرفض نتنياهو وقف العمليات العسكرية، مُبرراً ذلك بحاجته لمزيد من الضغط على حماس، والمجتمع الدولي.
تصريحات نتنياهو بعد اغتيال السنوار لم تحمل أي بوادر لوقف القتال، بل أكدت أن الحرب مستمرة، مبدياً إصراره على المضي قدماً في خططه، التي تتجاوز غزة إلى لبنان وربما إيران. ومن هذا المنطلق، يبدو أن نتنياهو يسعى لتحقيق “نصر مطلق”، على الرغم من عدم وضوح ملامح هذا النصر.
من جانبه، يرى الكاتب ألون بينكاس أن اغتيال السنوار أظهر غياب استراتيجية إسرائيلية واضحة لما بعد الحرب. ومع تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية، لا يزال نتنياهو مُحاصراً بين رهاناته السياسية وخياراته العسكرية، في وقتٍ تواصل فيه حماس التمسك بمواقفها السياسية والعسكرية.
المقاومة مستمرة في موقفها
ورغم اغتيال السنوار، لا يبدو أن حركة حماس قد فقدت قدرتها على إدارة المعارك أو المفاوضات. ففي تصريحاته الأخيرة، أكد خليل الحية، القيادي في الحركة، أن المقاومة مستمرة وأن أي تفاوض بشأن الأسرى الإسرائيليين لن يتم إلا بشروط واضحة تتضمن وقف العدوان والانسحاب الكامل من غزة. هذا التصعيد المتبادل يعكس حالة الجمود السياسي والعسكري التي تواجهها إسرائيل وحماس، حيث يتمسك كل طرف بمواقفه دون بوادر للتراجع، ما يجعل نهاية الصراع غير مرجحة في المستقبل القريب.
المصدر: وكالات