- وصل بوست – محمد فوزي
تسعى إسرائيل جاهدة لكسر الصورة البطولية التي رسمها العالم لقائد حركة حماس، يحيى السنوار، بعد استشهاده، عبر ترويج روايات تزعم اختباءه في نفق، وفقاً لما ذكره الخبير في الشأن الإسرائيلي، مهند مصطفى. ويقول مصطفى إن محاولة وصم وجود السنوار داخل نفق عشية عملية “طوفان الأقصى” على أنه نوع من الهروب، هي محاولة لتشويه الصورة الرمزية التي صنعها السنوار بمقاومته حتى آخر رمق. إذ استشهد وهو يرتدي بزته العسكرية، في مشهد أثار تعاطفاً واسعاً في المنطقة والعالم.
وأشار مصطفى إلى أن القادة الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، لم يشاركوا في المعارك إلى جانب جنودهم كما فعل السنوار. هذه المقارنة بين شجاعة السنوار وقادة إسرائيل، وفقاً لمصطفى، هي ما يدفع إسرائيل إلى محاولة تشويه صورته الأسطورية، التي باتت ترمز إلى جيل كامل من الفلسطينيين.
الطريقة التي تتعامل بها إسرائيل مع هذه السردية الفلسطينية وصفها مصطفى بأنها “غبية”، قائلاً: “لم يكن متوقعاً من السنوار أن يظهر في وسط غزة معلناً عن مكان وجوده”، بل إن سلوكه كان طبيعياً لرجل يستعد لمعركة كبرى.
المحلل السياسي سعيد زياد شارك مصطفى نفس الرأي، مشيراً إلى أن إسرائيل تعاني من “قلق وجودي” أمام هذه الرواية الفلسطينية، خاصة بعد تفاعل العالم مع بطولة السنوار. وذكر زياد أن اليابانيين، على سبيل المثال، قارنوا السنوار بمقاتلي الساموراي، الذين يحاربون حتى النفس الأخير.
زياد أشار إلى أن هذه الرواية البطولية سلبت إسرائيل جزءاً من انتصاراتها الاستخباراتية والعسكرية. واعتبر أن نشر إسرائيل صوراً لمحاولة تشويه السنوار يعكس أزمة سياسية واستخبارية، خاصة أنه ظهر بعيداً عن المدنيين وفي غرفة معيشة متواضعة، مما يناقض ادعاءاتها السابقة.
وفي النهاية، يرى مصطفى أن إسرائيل تتبع نهجاً طويل الأمد في محاولة تحويل المقاومة الفلسطينية إلى مجرد “جزء من مشروع إيراني”، بهدف نزع شرعيتها كحركة تحرر وطني.
المصدر: الجزيرة نت